في الوقت الذي هرع فيه الكثير من مواطني إفريقيا الوسطي إلي المناطق النائية خوفا من اندلاع قتال عنيف بين الحكومة ومتمردي تحالف سيليكا , تضاربت الانباء حول موقف المتمردين من عرض الرئيس فرنسوا بوزيزي من بدء محادثات سلام وتقاسم السلطة. وأعلن المتحدث الرسمي باسم الجماعة اريك ماسي إن قادة التحالف رفضوا الموافقة علي ابرام اتفاق مع الرئيس بوزيزي, والذي يتوسط فيه الاتحاد الافريقي, موضحا أن الجماعة غير مقتنعة بالتعهدات التي أعلنها الرئيس. وقال: الرئيس يتكلم دوما..لكنه لا يلتزم بكلمته ابدا..وهذا ما دفعنا لحل السلاح ليلتفتوا الينا. وأضاف أن افراد الجماعة سيدخلون في المفاوضات عندما يطلق الرئيس كل ذويهم المعتقلين دون سبب. وحذر الرئيس من اللجوء الي القوات الاجنبية لحماية حكومته, وإلا أكملت مسيرتهم صوب العاصمة بانجي التي يقطنها زهاء700 الف مواطن. في الوقت ذاته, أشار نيلسون نجادير وهو مسئول بحركة سبسك احدي حركات التمرد الثلاث الرئيسية داخل سيليكا إلي وجود انقسامات في الوقت الحالي داخل الجماعة بشأن تلك النقطة, قائلا: البعض يريد مواصلة القتال ولكن سبسك مستعدة لالقاء سلاحها وإجراء محادثات. وأضاف أن ماسي لم يكن يتحدث باسم كل مقاتلي سيليكا. يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه القوات الاجنبية في الوصول الي افريقيا الوسطي تمهيدا لنشر قوات دولية حول العاصمة بانجي لدعم حكومة بوزيزي. وارسلت الكونجو أمس نحو120 جنديا, ومن المتوقع وصول المزيد من القوات خلال الايام القادمة من الكاميرون والجابون.كما وافق ممثلون عن الدول العشر الاعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول افريقيا الوسطي ايكواس علي نشر مزيد من القوات. من جانبها, أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها إزاء الوضع الأمني المتدهور في جمهورية أفريقيا الوسطي, ودعت تحالف المتمردين إلي وقف الأعمال العدائية وتحركاته نحو العاصمة وضمان سلامة المدنيين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في بيان صحفي: ندعو حكومة جمهورية أفريقيا الوسطي للتأكد من احترام قوات الأمن لحقوق الإنسان لشعب أفريقيا الوسطي والسكان الأجانب داخل البلاد, مؤكدة قلق بلادها بشكل خاص من الادعاءات المتعلقة بعمليات اعتقال واختفاء مئات الأفراد الذين ينتمون لمجموعات عرقية ترتبط بعلاقات مع تحالف سيليكا للمتمردين. وشدت نولاند علي ضرورة مساءلة الأشخاص الضالعين في انتهاكات وجرائم بموجب القانون الدولي. يشار الي أن سيليكا اصبحت علي بعد75 كيلومتر من العاصمة بانجي, وأن عدد مقاتليها يقدر بأكثر من ثلاثة آلاف شخص.