متألما جدا اتابع حرب الدولار التي اعقبت خطاب العزة والكرامة لمصر.. وحتي لا نصبح في قبضة الشيطان مرة أخري كما نحن الآن مثلا في حرب الدولار بعد أن خربنا مزارعنا وبعنا مصانعنا وبفقدان الزارعة والصناعة فقدنا مفتايح القوة في صناعة الاقتصاد واصبحنا عرضة لمثل هذه الحرب القذرة التي نشطت فيها علي الفور ربما تأديبا لشعب مصر قبل قيادتها ميليشيات تجارة العملة وقبضايات السوق السواء من الفلول والعملاء والسماسرة. لقد كان هذا الوطن هو قضيتي كصحفي, وككاتب... وبالنسبة لي, الوطن هو الإنسان, وبالتالي فإن صناعة الوطن الذي نبتغيه تتوقف علي مدي قدرتنا علي صناعة الإنسان المصري الواعي بمجمل ما نواجهه من حروب وتحديات. دائما بالعلم والعمل والقدرة علي أن تكون المنتجات المصرية في كل مكان, وأن تكون مصر دائما قبله للراغبين في معايشة التاريخ واستطلاع المستقبل علي حد سواء. تتضمن أمنية العام الجديد أيضا أن نمتلك الرؤية الواضحة التي تتحول الي خطة مستمرة ملزمة لكل الحكومات ولكل الحكام.. فمن هنا تتحقق الاستمرارية بدلا من أن يظل هذا الشعب في مرحلة الوصاية عليه, حتي وأن انتقلت هذه الوصاية من وصاية بعض الأفراد مهما كانوا سيئين.. إلي وصاية بعض الجماعات مهما كانت صالحة. لا نريد ان نخرب بيوتنا بأنفسنا عندما نقبل علي الدولار علي حساب الجنيه الذي جعلوه مسكينا في غيبة المزارع التي تغذيه والمصانع التي تقويه والوعي الوطني والإنساني الذي يحميه ويساعده ويرعاه.. امنية العام الجديد ان ندرك انه لا قوة لسياسة في غيبة قوة الاقتصاد وان وعي المواطن وبرامج الدولة ووطنية الاعلام والفكر والثقافة تجعلنا واثقون من صناعة هذا العبور الجديد في العام الجديد بإذن الله.. رغم أنف الخائنين.. والعملاء.. والمدسوسين.. والحاقدين.. وكل عام ومصر وشعبها بخير المزيد من مقالات محمد يوسف المصرى