فزاعة الدين بدأت بالشيعة وجاهزة للسلفيين.. الناتو يحارب حتي آخر جندي ليبي.. الصوت الانتخابي أمانة وليس ورقة توضع في صندوق! ** زمان.. كانت إيران في عهد الشاه هي العصا الغليظة التي تفرض بها أمريكا الانضباط علي المنطقة العربية عموما ودول الخليج المجاورة لها تحديدا... في هذا الوقت إيران محسوبة علي أمريكا وترسانة السلاح الأمريكي مفتوحة بلا قيود لإيران التي يتم تسليحها بأحدث طائرات ومدافع ودبابات دون أدني حظر وبلا أي تحفظات من امتلاك دولة إسلامية لأسلحة هجومية هي الأحدث باستمرار ومن غير أي احتجاج من أي نوع لدولة الصهاينة في فلسطين أو لجماعات الضغط الصهيونية الرهيبة في أمريكا.. وطبعا المعني واضح ومفهوم ومؤكد إلي أن الدار أمان والحكاية في بيتها والسلاح الحديث لن يرفع أو يوجه ضد الصهاينة!. ومرت الأيام وتبدلت الأحوال وتغيرت السياسات وبات مطلوبا لإيران دور جديد مختلف جذريا.. وحدث!. أمريكا أخرجت الخوميني من العراق إلي فرنسا ومن باريس قاد الخوميني الثورة الإسلامية ضد حكم الشاه.. ومن فرنسا أدار الخوميني معركته بحرب أشرطة الكاسيت التي حملت خطب الخوميني الحماسية النارية للشعب الإيراني والتي أشعلت الثورة ورحل الشاه واستقبلت إيران قائد ثورتها الإسلامية القادم من باريس استقبال الأبطال وأول ما فعلته الثورة الإسلامية احتلال السفارة الأمريكية في إيران في إشارة لها مغزاها.. إيران أصبحت عدوا لأمريكا!. الثورة الإسلامية الإيرانية فعلت هذا وأمريكا أرادت ذلك!. لماذا؟. لأن المرحلة الجديدة تتطلب ظهور ووجود عدو احتياطي لأمريكا معلن للعالم إلي جوار العدو الأساسي الذي هو الاتحاد السوفيتي باعتبار أن العدو الأساسي موعد اعتزاله تحدد ولم يعلن بعد!. وكلنا يعرف من كرة القدم أنه عندما يعلن الأساسي اعتزاله يصبح الاحتياطي أساسيا!. هذا ما حدث فيما بعد عندما سقط الاتحاد السوفيتي ولا أحد حتي الآن يعرف حقيقة هذا السقوط وأسراره وكيفية انهياره لأن الذي وقع إمبراطورية عظمي وليست عمارة تآكل أساسها.. ما علينا!. سقط العدو الأساسي ودخل الإسلام الملعب باعتباره العدو الجديد لأمريكا وهذا الأمر لم يكن مفاجأة للعالم لأن إيران الجمهورية الإسلامية منذ بداية ثورتها تلعب دور العدو الاحتياطي لأمريكا!. هذا من ناحية الشكل المعلن أمام العالم.. أما المضمون فهو مختلف تماما!. بقيام الجمهورية الإسلامية في إيران وتبادل مواقف العداء المعلن بين أمريكا وإيران.. أصبح هناك نظريا خطر هائل علي دول الخليج التي علي حدودها مذهب شيعي ثائر يهددها وليس له كبير بعد انقلابه علي أمريكا... أمام شبح هذا الخطر أصبح الوجود الأمريكي في الخليج مسألة حياة أو موت وعليه تحولت المنطقة إلي قاعدة عسكرية أمريكية وفي قطر الدولة الصغيرة توجد بها واحدة من أكبر قواعد أمريكا العسكرية الموجودة خارج حدودها!. أمريكا أخرجت الخوميني من العراق حيث يقيم وقت حكم صدام حسين وحيث لا يستطيع أن ينطق بكلمة ومن كان ينطق وقت صدام!. أمريكا أخرجت الخوميني من هذا المنفي إلي فرنسا ليقود ثورته ضد الشاه الذي كان أكبر حليف لأمريكا وإن شئنا الدقة أكبر عميل لأمريكا وعندما انتهي دوره تخلت عنه أمريكا لأن اللعبة القديمة انتهت واللعبة الجديدة بدأت وإيران فيها هي العدو.. وأمريكا هي التي ستأخذ علي عاتقها وقف خطر هذا العدو بالتصدي لأي محاولة زحف شيعي للمنطقة من خلال احتلالها لأرض في الخليج!. فزاعة الرعب من مذهب ديني إسلامي ضمنت وأمنت لأمريكا احتلالها لقواعد في الخليج لأجل وقف المد الثوري الإيراني ومنع خطره علي مناطق البترول... وبهذا جلست أمريكا علي أكبر منابع بترول في الشرق أو علي بعد خطوات منها!. مجرد ملاحظة: عندما اشتعلت حرب الخليج بين العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي استمرت8 سنوات.. أمريكا سمحت للعرب بتسليح العراق ومساعدة العراق والسلاح من ترسانة أمريكا والعرب دفعوا مليارات الدولارات لتسليح العراق ولدعم العراق في هذه الحرب والتي لم يعرف مخلوق واحد للآن سببا حقيقيا لها ولماذا بدأت وما الذي تحقق لأجل أن نعرف لماذا انتهت؟. وأمريكا أيضا سمحت لإسرائيل بتسليح إيران ومساعدة إيران ومصادر السلاح للعراق وإيران من أمريكا التي اشتغلت مصانع سلاحها علي آخر طاقتها سنوات!. طيب لماذا قامت هذه الحرب التي استمرت سنوات وقضت علي الأخضر واليابس؟ هل لتبيع أمريكا السلاح وتجرب الجديد من السلاح أم لتكريس العداء بين السنة والشيعة أم لإهلاك أكبر عدد من المسلمين؟. انتهت الملاحظة وأعود إلي الموضوع الذي نقرأ منه أن كل ما حدث أمور مخطط لها ولا مجال فيها للمصادفة.. وهذا ينقلنا إلي ما أريد أن أقف أمامه ألا وهو مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أعلنته أمريكا من سنوات والذي تحدث عن رؤية جديدة للمنطقة وتخطيط جديد لها بتقسيم دولها إلي دويلات... معالم المشروع الأمريكي نراها في العراق حماه الله والمرشح لأن ينقسم إلي كيانات صغيرة أهم ما يميزها العداء الرهيب لبعضها بعضا بما يعني أن الدولة العربية القوية التي شهدت أعظم الحضارات العربية محكوم عليها أن تتحول إلي أرض تخرج منها نيران لا تنطفئ!. معالم المشروع الأمريكي ظهرت عمليا في السودان الذي انقسم إلي دولتين وربنا يستر علي ما هو قادم!. معالم المشروع يمكن أن تقرأها في ليبيا حماها الله التي يحارب فيها الغرب إلي آخر مواطن ليبي.. والتحالف العسكري الغربي بحاملات الطائرات وصواريخ الغواصات لم يوقفوا القذافي لأنهم أعلنوا من أول يوم أن القذافي ليس مستهدفا منهم إنما هدفهم حماية الشعب الليبي!. يقولون ذلك وهم يعلمون أن الذي يقتل الشعب الليبي هو القذافي وأن حماية الشعب أقصر الطرق لها إبعاد القذافي أو قتل القذافي أو القبض علي القذافي لأنه طالما القذافي موجود لن تتوقف المعارك.. والتحالف لا يريد للمعارك التوقف لأن إطالة أمدها يمزق جسد الوطن الليبي ويكرس الكراهية بين الليبيين نتيجة القتال القائم بين أبناء الشعب الليبي ويضمن أو ضمن للآن تقسيم ليبيا إلي دولتين!. معالم المشروع اتضحت في اليمن حماه الله والذي يتمنون له أن يعود إلي دولة في الجنوب وأخري في الشمال وربما ثالثة يحكمها الحيثيون علي حدود السعودية!. مشروع الشرق الأوسط الجديد فيه طبعا نصيب لمصر ويتحدث بالطبع عن مصر... سؤالي هنا واضح ومحدد: الشعب المصري الذي بهر العالم بشبابه وبثورته هل يقبل الآن من أي مخلوق أيا كان.. وصاية أو يقبل من أي دولة مهما كانت قوتها مشروعا يحدد معالم جديدة مختلفة للوطن؟. السؤال بمعني أوضح: هل يقبل المصريون تقسيم مصر؟. هذا هو السؤال ويقيني أنه لا يوجد مصري واحد يقبل هذا أو سوف يسمح بذلك!. مع احترامي لهذا اليقين.. المشكلة ليست كلاما وشعارات أو قبولا وسماحا إنما هي أفعال وأعمال علي أرض الواقع!. هي قدرتنا علي التماسك كشعب.. هي قراءتنا الصحيحة لحال وواقع مصر الآن اقتصاديا وأمنيا.. هي رغبة أكيدة في العمل والإنتاج لأجل تعافي الاقتصاد.. هي تحلينا بالقدرة علي الإقناع والمقدرة علي الاقتناع.. هي إصرارنا علي عدم تحويل اختلاف الرأي إلي خلاف شخصي.. هي معرفتنا أن مصر خلقها الله موحدة وستبقي بإذن الله موحدة وهذا يتطلب منتهي اليقظة من كل فئات وطوائف المجتمع حتي لا نستدرج ونقبل بتقسيم مصر لا قدر الله.. أو نساعد دون أن ندري في هذا التقسيم!. نعم.. دون أن ندري ندعم ونساعد حدوث هذا التقسيم!. كيف؟. مثلما صنعت أمريكا فزاعة الشيعة لأجل أن تحتل دولا في الخليج... أمريكا الآن تجهز إلي فزاعة جديدة قائمة أيضا علي الدين وإن اختلف المذهب!. الخوف كل الخوف من استخدام واستغلال أفعال وتصريحات متعصبة وغير منطقية في خلق وصناعة فزاعة دينية جديدة اسمها السلفيون.. يجعلونها النار التي تمسك بجسد الفتنة الطائفية والفارق رهيب بين إيقاظ الفتنة بحدث وإشعال النار في جسد الفتنة لتستيقظ!. وعندما توقظ الفتنة بالنيران لا وجه للغرابة إن جاءت جيوش الغرب إلي مصر للتقسيم لأجل الحماية!. يا حبيبتي يا مصر!. .............................................. ** من شهر تقريبا طالبت في هذا المكان بأن يقوم الشباب بأسرع ما يمكن بحملة توعية لأهالينا علي طول البلاد وعرضها لأجل الانتخابات التشريعية التي ستجري في سبتمبر المقبل والوقت المتبقي علي الحدث قليل والتحدي كبير لأن مصر تضع آمالها وأحلامها علي هذه الانتخابات التي تختلف جذريا عن أي انتخابات سابقة علي مدي ال59 سنة الأخيرة... مصر تراها أول فرصة حقيقية لاختيار مجلس شعب حقيقي يعبر بحق عن إرادة الشعب.. مجلس يشرع ويحاسب ويراقب باسم الشعب... الآمال التي تضعها مصر علي هذه الانتخابات تنتظرها مشكلات منتظر وقوعها لأن تراث سنين طويلة لا نتوقع أن يتغير في يوم وليلة ولا ننتظر رحيله من نفسه إنما الأمر يتطلب فكرا وجهدا في التوعية... المؤكد الآن أن الثورة أسقطت مناطق فساد كثيرة وفي حدوتة الانتخابات يقيني أن التزوير لم يعد له مكان تحت أي مسمي وهذا إنجاز هائل وخطوة من خطوات الإصلاح الجذري لأجل نهضة وطن! كيف؟. من الآن وصاعدا وبإذن الله هناك إشراف قضائي حقيقي علي الانتخابات.. إشراف قضائي يضمن بحق وصدق عدم تزوير إرادة الشعب.. من الآن سيكون علي كل صندوق انتخابي قاضي لتحقيق العدالة والحياد وضمان استحالة تغيير إرادة ناخب!. التزوير انتهي بقرار أنهي حالة التغييب القضائي.. إلا أن هناك مشكلات لا تنتهي بقرار إنما بالتوعية لتصحيح مفاهيم كثيرة خاطئة ولمعرفة حقوق والتعرف علي واجبات... شراء الأصوات بالفلوس.. مشكلة!. السيطرة القبلية وسطوة العائلات الكبيرة علي الانتخابات في محافظات مصر عموما والصعيد تحديدا.. مشكلة!. العنف الشديد الناجم عن القبلية والذي يعتبر فكرة الخسارة في انتخابات عارا لا يغسله إلا الدم.. مشكلة!. الأمية السياسية البالغة.. مشكلة!. عدم إدراك أهمية الصوت الانتخابي والتفريط فيه علي سبيل المجاملة.. مشكلة!. وطرح هذا الصوت للبيع للاستفادة.. مشكلة!. باختصار هناك أمور سلبية كثيرة تنتظر هذه الانتخابات.. ولا أظن أن الوقت يسمح بتداركها كلها.. لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله... من الآخر.. نحتاج وفورا إلي حملة دعاية وقناعتي أن هذا الأمر لا يقدر عليه إلا الشباب!. الشباب يملك سرعة التحرك وقدرة الإقناع ورغبة النجاح... الشباب موجود في كل مكان وقادر علي الوصول إلي قري ونجوع وكفور ومدن مصر وعلي توعية أهله وجيرانه وعشيرته... الشباب بحماسته وتطلعه إلي مستقبل أفضل.. يقدر علي إقناع أهالينا البسطاء بأهمية صوت كل مصري في هذه الانتخابات لأجل مستقبل مصر... الشباب قادر علي إقناع كل مصري متعلم أو أمي بأن الصوت الانتخابي ليس مجرد ورقة توضع في صندوق إنما هو مسئولية وأمانة وشرف ومستحيل أن يتخلي الإنسان عن مسئولية ويبدد أمانة ويخدش الشرف!. خلاصة القول الشباب هو القادر علي هذا.. ولهذا كتبت من شهر أستنجد بالشباب ولم يصل رد.. وقبل أن تراودني الظنون اكتشفت!. أن الشباب سبقني ولم يكن ينتظر دعوة لا من عندي ولا من عند غيري!. 20 شابا جمعهم ميدان التحرير واستمرت علاقاتهم ودام تلاقيهم ووجدوا أنفسهم يقولون: وماذا بعد؟. اكتشفوا أن أمامهم مشوارا طويلا لأجل أن يكملوا المشوار.. وأن دورهم المطلوب منهم كشباب بدأ ومستحيل التوقف إن كان التقدم أحد أحلامنا... عرفوا يقينا أن التحرير قوة ضغط للتغيير وأن هذا الدور لن يتوقفوا عليه أو يقفوا عنده لأن المطلوب من كل مصري بعد التغيير أكبر بكثير من التغيير نفسه.. وأن مصر في حاجة لهم نشطاء في المجتمع المدني ولعشرات الأدوار الأخري التي ينتظرها الوطن من أبنائه لتكملة مشوار بدأ في يناير... شبابنا استشعر أن الانتخابات المقبلة لها أهميتها القصوي لأن الاختيار الصحيح يضمن القرار الصحيح وأن هذا الاختيار الصحيح مسئولية كل مواطن مصري له صوت انتخابي ومطلوب وفورا الوصول إلي أكبر عدد من الأصوات وتوعيتها بأهمية الصوت في صناعة مستقبل وطن... شبابنا فتح له نافذة علي الفيس بوك من خلال صفحة عنوانها مصري علي باب الديمقراطية والهدف حملة توعية في كفور ونجوع وقري ومدن المحروسة لنشر الفكر السياسي السليم لأجل الاختيار الصحيح وذلك بمنظومة تعاون مع المراكز البحثية السياسية وأهم كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والجمعيات الأهلية والشباب الراغب في المشاركة... مجموعة ال20 أو ال20 شابا المؤمنين بفكرتهم ذهبوا يطرقون الأبواب فوجدوا كل ترحاب من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والدكتورة باكينام الشرقاوي مدير مركز الدراسات الحضارية بالكلية احتضنت المشروع ومعها زملاؤها في الكلية د.صالح الشيخ ود.مدحت ماهر ود.أمل حمادة ود.سيد غانم... الفكرة في كلية الاقتصاد تحولت إلي واقع وفريق عمل الكلية أخذ علي عاتقه مهمة إعداد الشباب للتوعية من خلال دورات تدريبية كل دورة أربع محاضرات... شبابنا تحرك مع الجمعيات الخيرية التي رحبت وفتحت مقارها لعقد الندوات وعلي جانب آخر فتح الشباب الباب أمام كل من يريد المشاركة في حملة التوعية وفي لا وقت انضمت أعداد كبيرة وبدأت الندوات وبدأ العمل فعلا في شبرا والجيزة ومصر الجديدة ومدينة نصر وانتقلوا خارج القاهرة إلي بني سويف وحاليا يجري التجهيز لعدد كبير من الفعاليات في الشرقية وأسيوط والإسماعيلية والقاهرة... يوم الأحد الماضي شرفت بلقاء أربعة شباب من مجموعة العشرين.. استمعت واستفسرت وناقشت ولا أخفي علي حضراتكم أنني سعدت وانبهرت واستبشرت... أيقنت أن مصر في خير طالما مثل هذا الشباب الرائع موجود علي أرضها... شكرا مجموعة ال20 في شخص الشباب الأربعة الذين التقيت بهم.. المهندس أسامة عطية السيد عمر والمهندس محمود أحمد عبدالحليم وبلال مؤمن شريف وضياء أحمد عبدالرحمن... نقلا عنجريدة الاهرام