في مثل هذا اليوم قبل 137 سنة, تلقي سليم تكلا- اللبناني الوافد إلي مصر- موافقة الخديوي إسماعيل علي إصدار صحيفة أسبوعية مقرها حي المنشية بالإسكندرية, واسمها( الأهرام). وبعد ثمانية أشهر من تلقي الموافقة, وفي الخامس من أغسطس 1876, صدر العدد الأول من الأهرام وعلي صفحته الأولي ما نصه هذا هو العدد الأول لجريدة الأهرام المرعية بعناية الحكومة السنية, والمستعدة الاستعداد التام لأن تجعل من يتصفح صفائحها واثقا مما يطالعه, لأنها تعاني البحث لتقف علي الفوائد الصحيحة فتوفي بحقوق الجرائد وتكسب قبول الجمور. فقرة وكأنها دستور لصحيفة تعهدت فيه لقرائها بالدقة فيما تنشر حتي تنال الثقة. 137 سنة مرت تغيرت فيها الدنيا وتغير الأهرام.. من مبني صغير في حي المنشية بالإسكندرية إلي قلعة تحتل وسط القاهرة, من جريدة أسبوعية عدد صفحاتها أربعة إلي صحيفة يومية كبري عدد صفحاتها يصل إلي 82 صفحة, من مشروع لإنتاج صحيفة إلي مؤسسة كبري تنتج أكثر من 17 إصدارا تلبي جميع احتياجات القراء, وتطمح إلي أن تكون واحدة من أكبر مؤسسات إنتاج المعلومات في العالم. 137 سنة عاش فيها الأهرام أحداث الوطن وأحداث العالم, وكان نافذة القارئ التي يطل منها علي ما يحدث محليا وعالميا. تابع معه أخبار الحكومات المتوالية وما يحدث في كواليس ودهاليز القصور, وما يحدث في الشوارع والميادين والقري والنجوع.. كما تابع معه أخبار الحروب والثورات وانهيار الإمبراطوريات في الشرق والغرب.. كان الأهرام ومايزال هو ديوان الحياة المعاصرة, وسجلا لتاريخ الأمة والحضارة الإنسانية. 137 سنة عرف فيها الأهرام رؤساء تحرير مخلصين له وللمهنة.. بداية من سليم وبشارة تكلا, وانتهاء بممدوح الولي وعبدالناصر سلامة.. ومرورا بأساتذة كبار أثروا مهنة الصحافة بعطائهم, وكان من أبرزهم الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل.. أكثرالصحفيين توهجا في القرن الماضي, وقد رأس تحرير الأهرام منذ عام 1958 وحتي عام 1974, ثم الأساتذة علي أمين ثم أحمد بهاء الدين ثم إحسان عبدالقدوس ثم يوسف السباعي ثم علي حمدي الجمال, ثم إبراهيم نافع, وفي عهده أصدرت الأهرام أكبر عدد من الإصدارات الصحفية, ثم أسامة سرايا, ثم عبدالعظيم حماد, ثم محمد عبدالهادي...