دينا عمارة علي رغم أنه لا توجد قوانين تحدد مهام زوجات رؤساء الدول لكن كل منهن تخترع في كل مرة علي طريقتها دورا يؤثر شاءت أو أبت في السياسة والمجتمع, ففي فرنسا اشتهرت دانييل ميتران زوجة الرئيس الراحل فرانسوا ميتران بصراحتها المقلقة في بعض الأحيان ودفاعها عن عدة قضايا. أما برناديت شيراك زوجة الرئيس السابق جاك شيراك فاشتهرت بعملية النقود الصفراء لمساعدة المحتاجين, أما فاليري تريرفيلر رفيقة الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند فقد باتت هوايتها الوحيدة هي الشكوي واللجوء للمحاكم لأي سبب يعكر صفو مزاجها, محطمة بذلك صورة الرئيس العادي التي كان يتمني هولاند أن يصنعها لنفسه في أذهان الفرنسيين, وأن تكون فترة رئاسته مختلفة عن سلفه نيكولا ساركوزي التي شهدت خليطا من الأحداث المثيرة مثل انفصاله عن زوجته سيسيليا وإعلان علاقته بكارلا بروني. ورغم قيام تريرفيلر سابقا برفع دعوي علي مجلة فرنسية نشرت صورها بملابس السباحة وحكم القضاء الفرنسي لها بتعويض مالي قدره ألفا يورو, بجانب إقامتها دعوي ضد مجهول انتحل شخصيتها لتقديم تصريح بإسمها في إحدي المقاطعات الفرنسية. إلا أن القضايا السابقة قد تكون بلا وزن مقارنة ب أم المعارك القضائية التي تخوضها السيدة الأولي حاليا, فقد قامت تريرفيلر برفع دعوي في المحكمة ضد إثنين من الإعلاميين قاما بتأليف كتاب يروي محطات مثيرة للجدل في حياة صحفية مجلة باري ماتش, متهمة إياهما بالتشهير وانتهاك خصوصية حياتها الشخصية. المتمردة هو عنوان الكتاب الذي بدأ يحدث جدلا سياسيا وإعلاميا كبيرا في فرنسا ويقض مضاجع قصر الإليزيه, وتسائل البعض حول ما اذا كانت هناك مبررات لكشف أسرار الحياة الشخصية للرئيس وسيدة البلاد الأولي أمام المجتمع الفرنسي أم لا. كما سارع منتقدو هولاند إلي إغتنام الفرصة لمهاجمته بشأن حياته الشخصية, خاصة أنه لايستعجل في عقد زواجه رسميا علي صديقته تريرفيلر. وتطرقت صحف بريطانية إلي محتويات الكتاب ونقلت عن مؤلفيه مزاعمهما بأن الصحفية تريرفيلر(47 عاما) أقامت منذ10 سنوات علاقة حميمية مع كل من فرانسوا هولاند(58 عاما) وباتريك ديفيدجيان(68 عاما). والملفت أن الرجلين لم يكونا متنافسين علي حب فاليري فحسب, بل كانا أيضا متعارضين سياسيين, اذ ينتمي هولاند للحزب الاشتراكي اليساري, فيما كان ديفيدجيان أحد رموز معسكر اليمين ووزيرا في حكومة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. وعلاوة علي ذلك كانت هاتان العلاقتان غير شرعيتين لكون فاليري في تلك الفترة متزوجة من زوجها الثاني دينيس تريرفيلر الصحفي في مجلة باري ماتش والذي رزقت منه بثلاثة أبناء. وما يزيد الأمور تعقيدا هو أن كلا الرجلين( هولاند وديفيدجيان) كانا مرتبطين بشريكتي حياتهما أيضا في تلك الفترة, فهولاند كان علي علاقة مع سيجولين رويال أم أبنائه الأربعة والتي لم تكن مع ذلك زوجة له. وفي2007 بدأت تريرفيلر إجراءات الطلاق من زوجها دينيس ليتم الطلاق عام.2010 وتخلت فاليري عن علاقتها المتزامنة مع الوزير السابق عندما اقتنعت أنه لن يهجر زوجته التي عاش معها ثلاثين عاما من أجلها. ونقل الكتاب أيضا قولا نسبه إلي تريرفيلر بأن نيكولا ساركوزي كان يلاطفها وهمس في أذنها بمعسول الكلام وأظهر رغبته فيها وهو يمسك بيد زوجته السابقة سيسيليا خلال حفلة حضرتها فاليري في حديقة الإليزيه كصحفية وفقا لما ورد في الكتاب الذي بيع منه حتي الأن نحو20 ألف نسخة. وما كان من هذه الفضيحة إلا أن صبت الزيت علي النار في تراجع شعبية هولاند منذ توليه الرئاسة في مايو الماضي نظرا لعدم قدرته علي التحكم في حياته الخاصة وتقديم صورة ملائمة له باعتباره رئيسا للبلاد, هذا بجانب تقديمه ووزير داخليته مانويل فالس رسالتين إلي قاضي المحكمة العليا في باريس تدعمان الدعوي التي تقدمت بها تريرفيلر ضد مؤلفي الكتاب والتي تطالب فيها بتعويض مقداره80 ألف يورو عن الضرر الذي لحق بها, إلا أن هذا التدخل المباشر من جانب هولاند فسره البعض وبالأخص محامي مؤلفي الكتاب علي أنه خرقا واضحا لمبدأ الفصل بين السلطات. موقعة الكتاب لم تكن آخر الفضائح التي احتكرت فيها تريرفيلر دور البطولة بلا منازع, فقد كتبت الصحفية المشاغبة تغريدة مؤخرا بأنها تنتظر والرئيس بفارغ الصبر حضور أول حفل زفاف لزواج المثليين في فرنسا بعد إقرار البرلمان بتقنينه العام المقبل, وهي التغريدة التي قوبلت بالنقد من جانب اليمين الذي علق ساخرا بأن الرئيس يريد الزواج للجميع, لكنه لا يريده لشخصه! وفي هذا بالطبع إشارة الي أن هولاند لم يعقد قرانه شرعيا علي أي إمرأة حتي الآن.