لم يستغرق الأمر سوي عدة دقائق حين انهال آدم لانزا متخلف عقلي في العشرين من عمره بوابل من الرصاص علي أطفال لم تتعد أعمارهم سبعة أعوام, ليلقوا حتفهم علي الفور. إلي جانب ست مدرسات وقفن بشجاعة في محاولة لحماية أرواح عشرين تلميذا في عمر الزهور, في مدرسة ساندي هوك في نيوتاون بولاية كونيتيكت الأمريكية, ويطلق النار علي نفسه بعدها ليسقط بجوارهم قتيلا. لم يعد هناك مكان آمن من حوادث القتل الجماعي رميا بالرصاص في أمريكا, فقد تكررت هذه الحوادث في قاعات السينما والجامعات والكنائس, بحسب الدراسات, فإن معدل الجريمة الأمريكية يزيد خمس عشرة مرة عن غيرها من الدول الغنية التي لديها قوانين مشددة في حيازة السلاح الشخصي, ففي أمريكا يوجد300 مليون سلاح متداول, أي ما يعادل سلاحا لكل شخص بالغ, وهو ما يعني اللجوء لاستخدام السلاح عند وقوع أي خلاف. القضية إذن هي ثقافة المجتمع الأمريكي الذي يسمح لأي شخص بحمل السلاح, ولا يخفي دور الأفلام الأمريكية المليئة بالعنف واستخدام السلاح في التأثير علي سلوكيات الشباب. ولذا فمع ارتفاع معدلات جرائم العنف في السبعينيات والثمانينيات, استصدر الكونجرس تشريعا يحظر الأسلحة الهجومية, وقعه بيل كلينتون الرئيس الأمريكي في ذلك الحين, واستمر العمل به عشر سنوات ولم يجدد بعدها, بسبب نفوذ جماعات الضغط صاحبة المصالح في تجارة السلاح. إن لدي أوباما فرصة لكسر دائرة الرعب هذه, وقد تعهد في كلمته في حفل تأبين ضحايا هذه المجزرة بالتصدي لهذه الظاهرة, فهل يفي بوعده ويستجيب للدعوات المتزايدة لوضع قيود علي حمل السلاح؟ فإذا لم تؤدي حادثة ساندي هوك إلي تغيير جذري في قوانين حيازة السلاح في الولاياتالمتحدة قبل أن يطوي النسيان صورة الأطفال القتلي, فسوف تكون هذه الحادثة واحدة من سلسلة حوادث لن تتوقف! المزيد من أعمدة مها النحاس