نشر البنك الدولي مؤخرا دراسة علمية حذرت من أنه إذا لم تتخذ الدول الصناعية الكبري سلسلة إجراءات من شأنها وقف انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والتي تؤثر علي حرارة الأرض التي سترتفع حتي أربع درجات علي الأقل بنهاية هذا القرن, سوف يؤدي إلي كوارث طبيعية ونزوح ومعاناة الملايين من سكان الأرض. وكانت الأنظار قد اتجهت في الأيام الماضية إلي قطر, الدولة ذات المعدلات الأعلي في العالم من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون, لتقود الطريق نحو الحد من هذه الانبعاثات علي مستوي العالم, حيث انعقد في الدوحة, مؤتمر التغير المناخي للأمم المتحدة الثامن عشر, والذي تطلعت فيه الدول النامية إلي التزام الدول الكبري بتقديم المساعدات المالية لمواجهة الأضرار التي تصيبها من جراء التغير المناخي والذي يرجع إلي النشاط الصناعي للدول الغنية الكبري. ولكن الدول الغنية تهربت من تحديد مواعيد ملزمة لتقديم المساعدات التي سبق أن وعدت بها في قمم سابقة, أو وضع معايير واضحة لسلوكياتها الصناعية لكبح انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. لقد انشغل القادة الغربيون بالأزمة الاقتصادية العالمية التي حالت دون تركيزهم علي قضايا البيئة, فكل ما يعنيهم هو توفير فرص عمل وتحسين الأوضاع المعيشية لرعاياهم. وهو ما انعكس علي غياب التزامات كثيرة قطعها هؤلاء القادة علي أنفسهم بشأن تغيير سياستهم البيئية, أو استخدام مصادر طاقة نظيفة كالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح بديلا عن الوقود والفحم الذي اعتمدت عليه هذه الدول لتصل إلي مستواها الحالي من التنمية. ويري العلماء أن الحبوب الرئيسية التي يعتمد عليها معظم البشر في غذائهم وهي القمح والذرة والأرز سوف تتأثر بشدة بالتغيرات المناخية المتوقعة, وينخفض إنتاجها ما لم تتخذ إجراءات عاجلة في هذا الشأن ومنها الاستثمار في بنية تحتية خضراء يمكنها التكيف مع الأحوال الجوية الحارة. فهل يتحرك زعماء العالم الغني قبل أن تحدث كارثة تودي بالحضارة الإنسانية كلها؟! المزيد من أعمدة مها النحاس