تحقيق :كريمة عبد الغني كعادة إم محمود كل صباح, توجهت لإيقاظ زوجها لتناول الإفطار قبل خروجه لعمله كسائق سيارة نقل ليواصل عليها الليل بالنهار ليكفي قوت أبنائه الستة. إلا أنه في هذا الصباح فاجأها بأنه لايستطيع أن يحرك ساكنا له ويسيل من فمه سائل فهرعت الي جيرانها ليساعدوها في إنقاذ زوجها رمضان محمد حسن ونقلوه علي الفور الي مستشفي الساحل وتم تشخيص حالته بالتسمم وتم إبلاغهم بأن علاجه في مستشفي قصر العيني وعلي الفور نقلوه إليه, وأبلغهم الأطباء بحاجته الي العناية المركزة قسم مخ وأعصاب في حين لا يوجد مكان خال بالقصر العيني.. نقلوه الي المستشفي الباطني ثم الي مستشفي قليوب العام ثم الي بنها العام ثم الي قويسنا بالمنوفية ولم يجدوا في النهاية سوي دخول مستشفي خاص.. ومن خلال ما رصدته اهتمامات الناس فليست حالة عم رمضان فقط بل إن هناك حالات كثيرة مشابهة له تؤكد أزمة اسمها العناية المركزة, ولذا توجهنا الي الدكتور أحمد صديق وكيل وزارة الصحة للطب العلاجي الذي أكد بدوره إلي وجود أزمة فعلية في وحدات العناية المركزة وذلك منذ فترة طويلة وليست وليدة اليوم. الا أنه أوضح أن الوزارة أخذت خطوة حقيقية في هذا الشأن, حيث إنها قررت علاج مرضي العناية المركزة علي نفقة الدولة وتم تفعيل هذا القرار حاليا هذا بالإضافة الي الجهد الكبير الذي تبذله من أجل زيادة عدد الأسرة بالعناية المركزة وستصل الزيادة إلي051 سريرا جديدا. بالاضافة الي منح حوافز للأطباء وهيئة التمريض بهذا التخصص لتشجيعهم علي الإقبال علي هذا النوع من التخصص. وأكد صديق أن هذه الاجراءات التي تتخذها الوزارة حاليا هي التي كانت تتسبب في وجود أزمة بالعناية المركزة سواء من زيادة تكلفة العلاج بالعناية المركزة علي المرضي أو نقص عدد الفريق الطبي المتخصص في هذا المجال أو نقص في عدد الاسرة. أما في حالة وجود المريض في استقبال المستشفي فمسئولية علاجه في عاتقه وهو من يتصل بخدمة النداء الآلي لتوفير سرير بالعناية المركزة. يوضح لنا الدكتور خالد الخطيب, رئيس الادارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة, أن المركز طبيعة عمله هي تقديم الخدمة للمرضي الذين يحتاجون للرعاية في وحدات العناية المركزة. ويتم العمل بالمركز عن طريق التواصل بين المستشفيات والمراكز الطبية والمعاهد التعليمية التابعة لوزارة الصحة التي يبلغ عددها95 مستشفي بحيث تبلغنا تلك الجهات بصورة يومية بعدد الاسرة الموجودة بها سواء المحجوزة منها أو الخالية. وأضاف الخطيب أن المركز يعمل علي مدي42 ساعة يتلقي فيها البلاغات من المستشفيات بالحالات التي ترد اليها بالتشخيص الطبي.. حتي يتم توفير المكان المناسب لها حسب الخريطة الموجودة لدينا بعدد الأسرة الفارغة اذا لم يوجد في المستشفي الذي يقوم بإبلاغنا ويتم توجيه سيارة اسعاف لنقل المريض فور توفير المكان له.