في خلال شهر من التحركات العسكرية والدبلوماسية الخطيرة, نجح نيتانياهو في تشكيل دولة حماس في غزة, ودولة فلسطينية في الأممالمتحدة, والآن بسبب ردود أفعاله, فقد أظهر إسرائيل مذنبة في عيون العالم. جاء هذا الكلام علي لسان تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة والتي شكلت حزبا جديدا ينافس في الانتخابات الإسرائيلية في يناير المقبل. وهو ليس موقفها وحدها, بل حذر كثير من الساسة الإسرائيليين المعارضين من عواقب عزلة إسرائيل دوليا إثر استصدار نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي قرارا ببناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية جديدة في القدس والضفة الغربية, كعقاب للفلسطينيين علي قرار الأممالمتحدة في رفع تمثيلهم الدبلوماسي إلي دولة غير عضو. ويقول بنيامين بن اليعازر السياسي في حزب العمل الإسرائيلي أن الجماعة الدولية بدأ صبرها ينفذ من سياسات نيتانياهو غير المسئولة, فسياسة التوسع الاستيطاني جاءت في توقيت سيئ وهو ما يهدد بفقدان مساندة الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية, وقد يقود إسرائيل إلي عزلة دولية. وهو ما حدث بالفعل, فقد استدعت كل من فرنسا وإسبانيا وبريطانيا والسويد والدنمارك سفراء إسرائيل في دولهم لتبلغهم اعتراضها علي الخطط الاستيطانية. وبالرغم من ذلك فقد أعلن نيتانياهو عن نيته في الاستمرار في البناء في القدس وفي كل الأماكن الموجودة علي خريطة المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية, متحديا بذلك العالم كله. ليقف في جانب ودول العالم في جانب آخر. بل ذهب إلي أبعد من ذلك, حين أعلن وزير المالية الإسرائيلي عن أنه بدلا من تحويل عائدات الضرائب إلي السلطة الفلسطينية, التي تصرف منها السلطة رواتب موظفيها, فإن إسرائيل ستقتطع ذلك المبلغ كدفعة أولي من فاتورة الكهرباء المستحقة علي السلطة الفلسطينية. إن قرار الاستمرار في بناء المستوطنات الإسرائيلية يعد ضربة قاضية لآمال الفلسطينيين في إقامة دولة لهم, حيث يقسم الضفة الغربية إلي نصفين ويعزلها عن القدسالشرقية, مما يستحيل معه تواصل الأرض جغرافيا لإقامة دولة عليها. وما لم يتراجع نيتانياهو عن هذه الخطوة الاستفزازية, فقد يجد نفسه ماثلا أمام المحكمة الجنائية الدولية, خاصة بعد أن ضاقت عليه دائرة المؤيدين!! المزيد من أعمدة مها النحاس