يقسم الكاتب دور المثقف إلي ثلاثة اتجاهات فكرية عميقة التأثير علي الشعوب, وتمثل انطلاقة حرية نحو عالم افضل بمشاركة فاعلة للمثقف العربي, يمكننا من خلالها الترقي إلي حيث عوالم الحرية والديمقراطية الحقة. لتصبح بلادنا العربية مثلها مثل تلك الدول الغربية التي تسبقها حضارتنا بمئات السنين. وهذه الاتجاهات يمكننا اعتبارها محاور بحثية لهذه الدراسة, وتتمثل في: أولا: الدور التنويري الفكري, المرتبط بواقع المشكلات المجتمعية. ثانيا: المشاركة السياسية الفاعلة في الثورة. ثالثا: دور المثقف في البناء والتعمير فيما بعد الثورة. ويخلص الباحث إلي إن المثقف يعتبر صوت الأمة ولسان شعبها, و العين التي يري من خلالها المجتمع ما يحدث في العالم من مجريات وأخطار, بكافة أشكالها السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.. ضغوط دولية..ثقافات غازية.. عولمة تريد التهام هوية الشباب وعقولهم, ولهذا يمكن اعتبار المثقف جنديا يقف علي ثغرة هامة في بنيان مجتمعه, حين يبصر ويحلل ويوضح الحقائق وينبه إلي المخاطر, ومتي ما كانت هذه الثغرة محصنة بالوعي والإخلاص, سيبقي المجتمع آمنا من أي متسلل أو طامع. ويلاحظ وجود تباين واضح في موقف المثقفين والمبدعين حين تشتد الأمور و تتعدد صور العدوان علي الأمة العربية والإسلامية, فهناك من المثقفين من يكتفي بدور المتفرج إزاء ما يحدث, وكأنه غير معني بما يجري, سابحا في قضاياه الشخصية, يغرق الناس في أمور فلسفية لا تعود عليهم بشيء, وطالب المثقف سواء كان قارئا أو كاتبا أو فنانا أو إعلاميا, أن يعمق دوره المؤثر في المجتمع.