ضمن حالة التسيب والبلطجة التي شهدتها منطقة وسط البلد, فإن هناك صراعا دائرا الآن ولا نعرف نهايته بين أصحاب المحال التجارية والذين يبلغ عددهم نحو005 تاجر وبين الباعة بالشارع ممن يسيطرون علي كل أركانه بدءا من الرصيف الخاص بالمارة حتي منتصف الشارع وبطوله حتي ميدان طلعت حرب. فيما يشبه غابة من بائعي المنسوجات والبضائع بأنواعها علي استندات عالية تكاد تحجب الرؤية علي مرمي الشارع, علاوة علي سلوكيات هؤلاء الباعة ومشكلاتهم من خناقات ومعارك. السيد طارق كريم أحد أصحاب المحلات التجارية يؤكد أن الوضع لا يقف عند هذا الحد فإنه يمتد إلي كل أنواع البلطجة والاستفزاز ضد أصحاب المحال وحتي المارة الذين قد يتعرضون للضرب والسيدات اللائي يتعرضن للتحرش باللسان والفعل, مما جعل الناس يخافون دخول هذا الشارع أو الشراء من أي محل موجود به, حتي أصبحت حياة الناس من سكان وعمال وملاك في عذاب حقيقي حتي أن أصحاب المحلات بمركز ومول طلعت حرب يشكون من هروب الزبائن, لأن الناس كما يرددون يخشون علي أنفسهم من الصدام أو الشجار مع بعض الباعة لأي سبب فيكون المصير الضرب بالمطواة أو أي شيء في غياب كامل للأمن. ويسوق جمال محمد حسن صاحب محل بالشارع أن مجموعة من أصحاب المحال اتفقوا علي الذهاب إلي قسم الشرطة وتحرير محضر ليلة عيد الأضحي الماضي بعد أن أصابهم الاختناق وعدم القدرة علي البيع وهروب الزبون وحددوا بعض الأشخاص بالاسم ومنهم الهاربون من أحكام نهائية واجبة التنفيذ, وعندما حاول ضابط القسم ومعه قوة من الجنود وأمناء الشرطة القبض علي أحدهم وهذه الواقعة مسجلة بالفيديو وعلي موقع اليوتيوب فإن الباعة أحاطوا به وأطلق أحدهم أعيرة نارية ولم يتركوه إلا بعد أن أطلق سراح البائع وهو سوابق معروف مع كثيرين غيره لا يردعهم أحد وكان أقصي عمل للضابط وهو برتبة مقدم هو عمل محضر تسجيلي للواقعة بلا فائدة أو حتي تحرك من أي جهة أو سلطة في الدولة, وأصبح الشارع من يومها مختنقا أكثر وازدادت شوكة هؤلاء الباعة ويتبجحون في كل شخص يحاول حماية محله وأكل عيشه فالتفاهم لديهم بالمطاوي وهي لغتهم في الحوار اضافة لكل أنواع الأسلحة حتي أصبح موقع الشارع ترسانة مسلحة لعناصر أتت من كل الأماكن خاصة الشعبية, حتي أن المشكلات بينهم تعني معارك من كل نوع باستخدام كل شيء فنضطر لإغلاق المحال حتي تنتهي وعندما يري الزبائن هذه الحالات يمتنعون عن الشراء ثانية من أي محل. ويضيف محمد أمين بأحد المحال الكبري أن شركته برغم شهرتها الكبيرة وقدرتها علي توفير السلع لمتوسطي الدخل إلا أن الناس أصبحوا يهربون منها وانخفض عدد الزبائن بسبب بلطجة الباعة بالشارع. ويشير محمد عبد الحكيم صاحب محل بطلعت حرب إلي أن من يقف قليلا بالشارع يكتشف أن البيع يشمل كل شيء من ملابس وأجهزة ونظارات وغيرها اضافة للبرشام والمخدرات فكل شيء يباع هنا علنا ولا أحد يملك منعه للأسف في الوقت الذي أغلقوا فيه باب الرزق عن الناس من أصحاب المحال. لدرجة أن أصحاب المحال بالمول التجاري ويبلغون نحو مائة محل بدأوا يوقفون أنشطتهم بسبب الخسائر التي طالتهم نتيجة اغلاق أبواب المول بسلع الباعة بالشارع, والذين أصبحوا يؤكدون علي الزبون إما بالشراء منهم أو الهرب من هذا الشارع نهائيا. ويضيف أمين عبد الظاهر صاحب محل بالشارع أن المحافظ عندما عرضا مشكلتنا عليه قال: إن أصحاب المحال لو وافقوا علي الاغلاق في العاشرة مساء فإنني يمكن إزالة الباعة الجائلين من الشارع, ومع ذلك لم يلتزم بالوعد الذي قطعه علي نفسه في الوقت الذي قرر فيه أصحاب المحال إغلاق كل المحال في العاشرة مساء حتي تنطفيء الأنوار من الشارع ولا يجد الجائلون فرصة للبيع أو الجلوس بالشارع لأنهم يعتمدون علي المحلات في كل شيء ويضروننا في كل شيء زيادة علي معاركهم اليومية والتي تستخدم فيها كل الأسلحة خاصة وأن بينهم بلطجية يفرضون إتاوات علي بعضهم, وأصبح كل أصحاب المحال تحت سيطرتهم أو إرهابهم يمنع الزبائن أو الحركة بالشارع حتي أن الناس يخافون المرور بالشارع والسيارات لا تجد مفرا من اتخاذ بدائل أخري. وفي حوار مع السيد شريف يحيي عضو الغرفة التجارية بالقاهرة أكد أن مشكلة إشغالات نصف البلد خصوصا بشارع طلعت حرب( سليمان باشا) سابقا تعتبر من أولي تحديات الدولة والغرفة التجارية لأن هذا يكشف ضعفا شديدا بأجهزة الدولة التي أصبحت لا حول لها ولا قوة مما اضطر الغرفة لعقد عدة اجتماعات لبحث حلول للمشكلة وعلي رأسها استبعاد كابوس الباعة الجائلين واتفق الباعة في الاجتماعات علي غلق الأضواء الخارجية للمحال اعتبارا من الاسبوع الماضي لحجز الأضواء عن الباعة وتكليف محاميين كبيرين لتقديم شكاوي للجهات المختصة, واصدار استغاثات للمسئولين بالدولة لمن يستطيعون مواجهة الدولة ولو بالقوات المسلحة. ونحن مازلنا في انتظار تجاوب أجهزة الدولة لإنقاذ مرفق استثماري واقتصادي حيوي في قلب القاهرة.