إيران هل هي دولة راعية للإرهاب كما تعلن الولاياتالمتحدةالأمريكية أم هي ضحية له كما يعلن مسئولوها الذين يؤكدون أن ضحايا الإرهاب الإيرانيين بلغ عددهم نحو16 ألف شخص؟. في شيراز الإيرانية مدينة الشعر والورد كانت أولي المحطات زيارة حسينية( مسجد كبير تقام فيه أيضا الاحتفالات الدينية) بدد سكونها في12 ابريل2008 انفجار استهدفها مما أسفر عن مقتل14 شخصا بينهم طفلان شقيقان, أعلنت جمعية أنصار الملكية, التي تتخذ من الولاياتالمتحدة وبريطانيا مقرا لها, مسئوليتها عنه. صور الضحايا المعلقة وآثار الانفجار لم يكفيا المسئولين الإيرانيين الذي نظموا زيارة لوفد الصحفيين الدولي بمشاركة مندوب الأهرام إلي الموقع بل راح مرشد يشرح كيفية وقوع الحادث وكأنه حدث للتو مؤكدا للصحفيين نحن إيرانيون محبون للسلام ونريد العيش في أمان ولسنا إرهابيين. بينما اصطف أهالي الضحايا من رجال ونساء وأطفال ليحكوا عن مصيبتهم في ذويهم. وكان هناك لقاء آخر مع أهالي ضحايا عمليات جماعة مجاهدي خلق التي رعاها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. إيران حريصة علي تأكيد أنها ضحية للإرهاب ومصممة علي دعم المقاومة في لبنان وفلسطين, في الوقت الذي تؤكد فيه الولاياتالمتحدة أنها الدولة الأكثر نشاطا في رعاية الإرهاب وتدعم عمليات إرهابية وتحتضن جماعات فلسطينية وحزب الله اللبناني, واحتفظت بدور بارز في التشجيع علي نشاط إرهابي ضد إسرائيل كلاميا وعمليا, وماليا, ووصفها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بأنها ضمن محور الشر. ايران حريصة علي التذكير بضحاياها من جراء العمليات الإرهابية التي استهدفتها وتتذكر أن البحرية الأمريكية أسقطت في يوليو1988 طائرة ايرباص إيرانية علي متنها290 شخصا. العاصمة الإيرانيةطهران ستستضيف في سبتمبر القادم مؤتمرا دوليا تشارك فيه أسر ضحايا الإرهاب من شتي ارجاء العالم, حسبما أعلن وزير الخارجية منوشهر متكي يوم الخميس الماضي والذي أكد أن بلاده تعتقد أن الإرهاب لا يمكن أن يوصف في منطقة ما بالجيد وفي منطقة أخري بالسييء. شيراز مركز محافظة فارس, تقع علي بقعة خضراء من الجبل المسمي ب(الله أكبر) عروسة المدن في ايران ببساتينها, وبتاريخها القديم الذي يعود إلي عصور ما قبل الميلاد, ازدهرت بعد الإسلام, ووصلت إلي الذروة في العهدين الصفوي والزندي, لمدة طويلة اختارها كريم خان زند أحد حكام الدولة الزندية عاصمة لإيران, وتشهد ابنيتها الأثرية علي قدمها وبها بقايا معبد بيرسوبوليس الذي يعد شاهدا علي حضارة الأخمينيين الذين أقاموا أول امبراطورية كبري في إيران وبلغت حدود سلطتهم في عهد داريوش الأول(475-522 ق.م) من حوض نهر السند شرقا حتي حدود اليونان غربا.. كما ولد ودفن فيها فطاحل الأدب والثقافة الإسلامية من جملتهم الشاعران حافظ وسعدي, وسميت بدار العلم نظرا لعراقتها العلمية والثقافية وكانت المكان المفضل للشاعر الألماني الشهير جوته لقضاء اجازته في شهري ابريل ومايو وقت الربيع.