في تطور قد يثير غضب الدول العربية بقيادة مصر ويسعد إسرائيل, أعلنت الولاياتالمتحدة أن المحادثات النووية التي كان من المقرر عقدها في العاصمة الفنلندية هلسنكي في منتصف ديسمبر المقبل بشأن حظر الأسلحة النووية في الشرق الأوسط لن تعقد بسبب الظروف الراهنة في المنطقة والاختلافات في وجهات النظر بين الدول المشاركة. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن المؤتمر الذي كان سيعقد في منتصف ديسمبر المقبل بشأن إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل لن يعقد, ولم توضح متي أو ما إذا كان المؤتمر سيعقد. وأرجعت واشنطن أسباب التأجيل إلي الأزمات السياسية في المنطقة, وكذلك تحدي إيران لاتفاقية حظر الانتشار النووي. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية إن الولاياتالمتحدة كشريك راع للمؤتمر المقترح, تأسف لأن تعلن أن المؤتمر لا يمكن أن يعقد بسبب الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط, ولحقيقة أن الدول في المنطقة لم تتوصل لاتفاق بشأن الظروف المقبولة لعقد مؤتمر. وأضافت نولاند أنهوة عميقة في المفاهيم ما زالت موجودة في المنطقة بشأن كيفية معالجة الأمن الإقليمي والحد من الأسلحة, وأنه لا يمكن لدول خارجية أن تفرض عملية علي المنطقة ولا يمكنها أن تملي نتيجة. لكنها أوضحت أنها ستواصل العمل في محاولة لعقد اجتماع, مضيفة أن أي اجتماع من هذا القبيل لابد أن يأخذ في الاعتبار أمن كل دول المنطقة ويعمل علي أساس الإجماع, مما يضمن بشكل فعلي لإسرائيل وكل الآخرين حق النقض الفيتو. وقالت نولاند إن لن نؤيد عقد مؤتمر تتعرض فيه أي دولة بالمنطقة لضغط أو عزلة, في إشارة واضحة لمخاوف الولاياتالمتحدة بأن يتكتل المشاركون خاصة من الدول العربية ضد إسرائيل. وكان المؤتمر يشكل أزمة لإسرائيل بسبب امتلاكها أسلحة نووية غير معلن عنها, مقابل الدول العربية بقيادة مصر التي تريد الأممالمتحدة أن تعلن الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وكان قد تم الاتفاق علي خطة عقد اجتماع لوضع الأساس لاحتمال إنشاء شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل خلال مؤتمر عقد في مايو عام2010 شاركت فيه189 دولة عضوا في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية المبرمة عام.1970 وظلت الولاياتالمتحدة طوال الفترة الماضية تخشي أن يستخدم المؤتمر الذي كان من المقرر عقده في فنلندا كمنتدي لمهاجمة إسرائيل, وهو قلق يحتمل أن يكون قد زاد بعد الاعتداءات الإسرائيلية علي قطاع غزة والتي استمرت ثمانية أيام, وانتهت بوقف لإطلاق النار الأربعاء الماضي بوساطة مصرية. وكثيرا ما تقول إيران والدول العربية إن الترسانة النووية المفترضة لإسرائيل تمثل تهديدا للسلام والأمن في الشرق الأوسط, بينما تعتبر إسرائيل والقوي الغربية أن إيران هي التهديد الرئيسي لانتشار الأسلحة النووية في المنطقة, في حين تنفي طهران أي طموحات لامتلاك أسلحة نووية. ولم توقع إسرائيل مطلقا علي معاهدة حظر الانتشار النووي مثل الهند وباكستان المسلحتين نوويا, كما لم تؤكد إسرائيل أو تنف قط امتلاكها أسلحة نووية رغم اعتقاد محللين أمنيين بأنها تمتلك عدة مئات من الأسلحة النووية. وحتي إذا عقدت المحادثات في نهاية الأمر, لا يتوقع دبلوماسيون غربيون أن تسفر عن إحراز تقدم يذكر في أي وقت قريب بسبب العداوات المترسخة في المنطقة ومخاوف إسرائيل من البرنامج النووي الإيراني.