الساحة السياسة البريطانية تتمتع بزخم كبير, حيث يتعدي عدد الأحزاب البريطانية971 حزبا ليست ممثلة كلها في البرلمان أو مجلس العموم, بل الممثل منها11 حزبا فقط. والباقي ممثل في البرلمان الأوروبي بنسب وليست كلها.و أهم تلك الأحزاب ذات الثقل المؤثر أحزاب العمال والمحافظين والديمقراطيين الأحرار والتي تتنافس بشدة في تلك الانتخابات.لأحزاب الثلاثة السابقة ممثلة في مجلس العموم, بينما معظم الأعضاء البريطانيين في البرلمان الأوروبي من حزب المحافظين, فهو أكبر الأحزاب البريطانية الممثلة هناك. وحزب العمال يعتبر حزب الوسط نسبة لمبادئه وأفكاره. أما حزب المحافظين فهو يمين وسط, ويعرف بأنه الحزب البراجماتي البريطاني. أما حزب الديمقراطيين الأحرار فهو حزب وسط إلي يسار وسط معظم أفكاره اجتماعية. أما الأحزاب الأصغر, فمنها الديمقراطيون الوحدويون وهو من يسار الوسط وممثل حاليا بتسعة أعضاء فقط في البرلمان, ثم الحزب القومي والشين بيت في شمال إيرلندا وممثل في البرلمان بخمسة أعضاء, والحزب الديمقراطي الاجتماعي وممثل بثلاثة أعضاء, وحزب الستر الوحدوي في إيرلندا الشمالية وممثل بعضو واحد, وحزب بريطانيا المستقلة وهو غير ممثل وسبق وانسحب من البرلمان الأوروبي, وغيرها من الأحزاب الصغيرة الأخري غير الممثلة. والانتخابات البريطانية هذه المرة ستكون مختلفة عن سابقاتها, فحزب الديمقراطيين الأحرار أثبت عقب المناظرة التي أجريت مؤخرا أنه سيكون له كلمة مهمة في تشكيل الحكومة البريطانية هذه المرة. والتوقعات تشير إلي أن حزب الديمقراطيين الأحرار سيكون بمثابة رمانة الميزان التي ستضبط إيقاع الانتخابات, والاستطلاعات تشير إلي أن الأحزاب الكبيرة, سواء العمال أو المحافظين, لن تتمكن من الحصول علي الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة, وبالتالي ستلجأ لحزب الديمقراطيين الأحرار لتشكيل الحكومة. وحزب الديمقراطيين الأحرار وضع برنامجا انتخابيا في غاية الجاذبية, وذلك تحت عنوان خطة من أجل المستقبل. وتضمن البرنامج تعهدات بعدم زيادة الضريبة العامة علي الدخل. وأشار برنامج الأحرار الديمقراطيين إلي أنه في حالة زيادة الضريبة علي القيمة المضافة فلن تشمل ملابس الأطفال والمواد الغذائية. والديمقراطيون الأحرار يقترحون في برنامجهم إلغاء ضريبة الدخل علي أول10 آلاف جنيه إسترليني يجنيها المواطنون لتزيد مع ذلك بشكل تدريجي. والحزب يطالب أيضا بضرائب علي أصحاب المباني التي تزيد قيمتها علي مليوني جنيه إسترليني. والسياسة التعليمية كان لها دور في شعبية الديمقراطيين الأحرار فقد تعهدوا بالعمل علي إلغاء رسوم التعليم الجامعي. أما فيما يتعلق بقطاع المواصلات, فيعطي الديمقراطيون الأحرار الأولوية لخفض تعريفة القطارات بدلا من تطوير شبكات القطارت السريعة. والحزب مختلف في ذلك مع حزبي العمال والمحافظين. والحزب يطالب أيضا بضرورة خفض عدد النواب في مجلس العموم البريطاني, وإدخال الانتخابات بشكل كامل في اختيار أعضاء مجلس اللوردات, وهو متفق في ذلك مع حزب العمال. والأحزاب الثلاثة تتفق فيما بينها في مجال الهجرة, حيث تتضمن السياسة التي يدافعون عنها عدم الموافقة علي ترحيل لاجئين يمكن أن يواجهوا التعذيب في بلادهم. أما في المجال الطبي فالأحزاب الثلاثة مختلفة عن بعضها بعضا, فالديمقراطيون الأحرار يرفضون سياسة التقشف وتسليم القطاع الطبي للقطاع الخاص كما يريد المحافظون. أما بالنسبة لحزب العمال, فقد اعتمد في برنامجه بوعد بفرض ضرائب جديدة علي البنوك كما تعهد بإلغاء الضريبة العقارية لمن يشترون منزلا لأول مرة لايتخطي قيمته50 ألف جنيه استرليني. كما يتعهد حزب العمال برفع الحد الأدني للأجور. أما بالنسبة لحزب المحافظين البريطاني فأهم ما يتميز به برنامجه الانتخابي عدة نقاط خلاف مع حزب العمال, فهم يرفضون اقتراح جوردون براون بزيادة اشتراكات التأمينات الاجتماعية بنسبة1% لزيادة الإيرادات العامة للدولة. الخلاف أيضا في تأمين الشيخوخة مميز جدا بين الحزبين الرئيسيين, فحزب العمال يطلب فرض ضريبة إجبارية لتأمين برنامج وطني يحصل من خلاله كبار السن علي العناية اللازمة مجانا. أما المحافظون فيرون أن علي القطاع الخاص أن يتولي الأمر. ومن هنا يتبين أن الساحة السياسية البريطانية مليئة بالأحزاب والمبادرات, الأمر الذي يعكس مدي قدم الديمقراطية البريطانية التي تضرب بجذورها لنحو مائة عام خلت.