الأزمة الحقيقية في مصر هي تكرار الأخطاء وكأننا لا نتعلم من دروس الماضي.. أكبر دليل علي ذلك ان جميع الكوارث التي لحقت بنا قد تكررت أكثر من مرة وبنفس الطريقة والأسلوب.. منذ سنوات ونحن نعلم ان مرفق السكة الحديد قد اصابته كل امراض الدنيا بالإهمال والتسيب وغياب المتابعة وفي كل مرة وامام كل كارثة كان الموقف ينتهي عند استقالة وزير النقل أو إقالته.. كان هذا هو مصير معظم وزراء النقل في مصر اقالة أو استقالة.. ولكن لم يحاول احد البحث عن اسباب الكارثة رغم انها واضحة ومعروفة للجميع.. ان مرفق السكة الحديد واحد من أقدم خطوط السكة الحديد علي مستوي العالم وكانت مصر من اوائل الدول التي استخدمت هذه الوسيلة الحديثة في ذلك الوقت في الإنتقال وقد وصل عدد المواطنين الذين يستخدمون القطارات في تنقلاتهم إلي اكثر من2 مليون مواطن يوميا.. وكان ينبغي ان نحافظ علي هذا المرفق العتيق ونوفر له دائما الموارد المالية اللازمة لتطويره وتحسين خدماته ولكن للاسف الشديد كانت السكة الحديد من اكثر المؤسسات التي واجهت كل ألوان التسيب إداريا وماليا وعلي مستوي الخدمات لقد اهملت الدولة كل مطالب السكة الحديد سواء في تجديد القطارات أو صيانتها أو إستيراد معدات جديدة وكان هناك تلاعب خطير في نوعيات القطارات المستوردة من دول العالم أو حتي المعدات التي انتجتها المصانع المصرية.. هناك قصص كثيرة وروايات تحكي عن بلايين الجنيهات التي تلاشت في صفقات مشبوهة لهذا القطاع العام ولا احد يعرف هل كنا نستورد معدات عصرية ام كنا نستورد قطارات خردة وغير صالحة للعمل.. والغريب في الأمر ان الرقابة غابت تماما عن هذا المرفق فلا أحد تابع ما يجري فيه ولا احد كشف عن الكوارث التي شهدتها سراديب هذه المؤسسة خاصة الشئون المالية منذ ثلاث سنوات وقبل الثورة كانت الحكومة قد خصصت بضعة مليارات من الجنيهات لتطوير السكة الحديد وشراء معدات جديدة ويبدو انها اتجهت إلي طريق آخر. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة