نعم حبست أنفاسي وأنا أتابع الساعات الأخيرة لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل الإعلان عن اسم الرئيس الأمريكي الجديد. فالمشهد يتغير بسرعة, حيث كانت النتائج الأولية تشير إلي تقدم ميت رومني, ثم تتحول النسب وتحسم الولايات المتأرجحة النتائج في الساعات الأخيرة لصالح أوباما, ويخرج الفارس الأسمر في نهاية السباق منتصرا ليتبوأ مقعده في البيت الأبيض لأربع سنوات أخري بعد معركة قاسية مع منافسه تبددت فيها أحلام الجمهوريين في الرئاسة. وماذا بعد الفوز؟ إن علي الرئيس الأمريكي أن يواجه بسرعة تحديات السياسة الخارجية التي أهملت علي نحو كبير في الحملة الانتخابية. فأمريكا لاعب رئيسي في السياسة الدولية, والعالم كله يتطلع إلي أداء أوباما في ولايته الثانية, ونحن ننظر إلي الانتخابات الأمريكية من منظور قضايانا العربية. فالمطلوب من الولاياتالمتحدة أن تكون لها رؤية سياسية شرق أوسطية, بصفتها دولة عظمي وليست مجرد وسيط, بمعني أن عليها أن تفرض حلا للصراع العربي الإسرائيلي, ويفي أوباما بوعده الذي قطعه علي نفسه في ولايته الأولي في خطابه بالقاهرة عام2009 بإقامة دولة فلسطينية ووقف بناء المستوطنات, خاصة بعد الجمود الذي شهدته القضية الفلسطينية بسبب انشغاله بالانتخابات. كما أن علي أوباما أن يدعم الحراك الليبرالي الديمقراطي الذي تشهده دول المنطقة العربية, حيث تملك أمريكا مصالح كبيرة فيها. وفيما يتعلق بالملف السوري فلم تتخذ إدارة أوباما موقفا حاسما مما يجري فيها كما حدث في ليبيا حين تحالفت أمريكا مع الدول الغربية الكبري ودكت ليبيا بالصواريخ والطائرات لتخرج القذافي جثة هامدة. فهل كان هذا من أجل بترول ليبيا الذي تخلو أراضي سوريا منه؟ ويبقي السؤال: هل سيتحرر أوباما من ضغوط اللوبي اليهودي في فترة رئاسته الثانية ويراعي عدم الانحياز التام لإسرائيل؟ أم أن السياسة الأمريكية تعتمد علي علاقات استراتيجية تحالفية لا تحيد عنها ويأتي في مقدمتها أمن إسرائيل؟! هذا ما ستكشف عنه الفترة المقبلة!! المزيد من أعمدة مها النحاس