سألتني.. يبدو الرجل دائما سريع الغضب والنسيان.. ينسي بسرعة.. يطوي أشياءه واوراقه وحياته وفي هدوء يرحل.. ان المرأة تتوقف كثيرا قبل ان تأخذ قرارا بالرحيل.. ولكن الرجل يضع حقائبه علي باب البيت.. لا يأخذ وقتا طويلا سرعان ما يغضب ويقرر ويرحل. قلت: لا بد ان تكون هناك اسباب للرحيل.. لا يعقل ان يكون الرجل سعيدا راضيا مع امرأة تحبه وتقدره وفجأة يجمع أشياءه ويمضي.. هذا نوع من الجنون.. قالت: وماذا يضيره ان حاولت المرأة ان تختبر مشاعره وسألته الرحيل.. قلت: لا اتصور ان يرحل الإنسان من حياة إنسان يحبه بلا أسباب ثم يقنع نفسه ان ذلك مجرد إختبار.. قالت: قلت لحبيبي لماذا لا نفترق بعض الوقت لكي نجدد شباب مشاعرنا ونكتشف شواطئ حبنا.. ثم نعود أكثر شوقا طلبت منه فقط اجازة قصيرة ارجع فيها لنفسي ويبدو ان الفترة طالت مني قليلا. قلت: وماذا حدث.. قالت: خرج ولم يعد.. لقد تأكدت بذلك انه لم يكن يحبني علي الإطلاق وقد حاولت كثيرا ان اصلح ما فسد ولكنني فشلت.. مازال يرفض ان يعود. قلت: في دنيا المشاعر لا ينفع ابدا ان نجري الاختبارات التي يجريها الأطباء والعلماء علي انواع الأدوية قبل ان يستخدمها البشر.. لقد زارتك رغبة شريرة وطلبت منه الرحيل لكي تتجدد مشاعرك وهذا يعني في لغة الحب الاحساس بالملل.. وهذا الإحساس هو البداية الطبيعية للجفاء.. وحين ذهب زارته اشباح الشك. ومع طول فترة البعاد.. زارته اطياف الوحشة.. ثم القسوة.. ثم جاءت اللا مبالاة واكتشف وهو بعيد ان ظلال الإهمال بدأت تتسرب بينكما وانه لم يعد الشخص ولا الإنسان الذي كان.. وتماديت انت في اختبار مشاعرك.. وتمادي هو في إحساسه بالإهمال وحين قررت العودة كان الطائر قد ترك العش..من الصعب في دنيا المشاعر ان يري الإنسان نفسه وقد تحول إلي حقل تجارب من يترك عشه للأشباح لا ينبغي ان يحزن إذا سكنته عصفورة أخري. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة