قالت: هل يمكن ان يتحول الحب إلي كراهية.. هل يمكن ان تصير النار رمادا ويصبح الدفء جليدا ونسأل انفسنا كيف تغير كل شئ حولنا.. أحببت رجلا حتي ملك كل شئ في حياتي وكنت أري الكون فيه وقضيت معه أجمل ايام عمري واختلفنا ذات يوم ولم نستطع ان نستعيد ما كان بيننا.. فشلت كل مساعينا لاسترداد مشاعرنا الهاربة.. والغريب أنني احيانا ألقاه بالصدفة وأسأل نفسي كيف احببت هذا الرجل وتنتابني حالة من الندم والكراهية وقد لا تصدق انني أكره نفسي لأنني أحببته يوما ومنحته قلبي ومشاعري.. احيانا اتذكر الأيام التي توحدنا فيها ثم أعود لأيام أخري لا تكفيني فيها مشاعر الكراهية كنت احبه كثيرا والآن اكرهه بنفس الدرجة..كيف للقلب الذي امتلأ حبا ان يأتي عليه زمان لتملأه أشباح الكراهية قلت: في الحياة نجد الليل والنهار.. وفي الفصول نجد الدفء والشمس والصقيع.. وفي مسيرة الزمن نجد الموت والحياة وايضا نجد الحب والكراهية وهما وجهان لشئ واحد.. نستطيع ان نملأ الكأس بالماء النقي ويمكن ايضا ان يكون الماء ملوثا.. والعيون التي تبكي ساعة فراق هي نفس العيون التي تسكنها البهجة عند اللقاء.. ومن زرع صبارا يؤلم يمكن ان يزرع ازهارا يفوح منها عطر جميل.. وما حدث معك هو رحلة من العمر والزمن.. احببت بصدق وكرهت بحماقة.. وبين الحب والكراهية لا يستطيع أحد ان يلومك أو يعاتبك.. هذا الإنسان الذي احببت كان يستحق هذا الحب وحين تغيرت الأشياء والمشاعر تحول القلب المضئ إلي ظلمة قاتمة وتسللت اسراب الكراهية إلي العش الهادئ الجميل.. قد اعتب عليك انك لم تذكري الأسباب حتي مع نفسك وربما لم تكن لديك فرصة للتسامح وهو أجمل ما يترك الحب لنا قبل ان يرحل.. وقد يكون هناك سبب آخر ان الجرح جديد ولم يلتئم بعد ومازال ينزف ومع مرور الأيام ربما اختفت غشاوة الكراهية ورأيت الصورة من بعيد واكتشفت انها لم تكن بهذا السوء وان الرجل الذي احبك لا يستحق كل هذه الكراهية قليل من التسامح أفضل. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة