حملت حركة حماس السلطات المصرية مسئولية مقتل أربعة فلسطينيين في نفق حدودي وزعمت أن أجهزة الأمن المصرية قامت بضخ غاز سام, مطالبة بالتحقيق في الحادث وتقديم المسئولين عنه للمحاكمة!! وقال سامي أبوزهري المتحدث باسم حماس في مؤتمر صحفي أمس إن الاعتماد علي الانفاق هو خطوة اضطرارية لجأ إليها شعبنا.. ووصف هذه الأنفاق بأنها تمثل شريان الحياة بالنسبة لغزة.. وقال لو كان معبر رفح مفتوحا لما حصل هذا الحادث المؤسف!! والمثير أن السيد أبوزهري يتحدث عن هذه الأنفاق كما لو أنها كانت عملا مشروعا وليس انتهاكا لسياسة دولة ترعي مصالح الفلسطينيين وتخوض المعارك السياسية والدبلوماسية من أجل استرداد حقوقهم المشروعة وأرضهم المسلوبة. وقال إن مصر تفتح معبر رفح للأشقاء الفلسطينيين كلما استدعت الضرورة ذلك, سواء لعبور الأفراد أو حتي البضائع والشاحنات والمساعدات, برغم أنه غير مخصص لذلك.. وقد أعربت حماس نفسها عن شكرها وتقديرها لمصر أكثر من مرة لقيامها بهذا الدور.. وهل يكون بديل إغلاق معبر رفح هو انتهاك سيادة مصر بالرغم من وجود معابر عديدة أخري علي حدود إسرائيل لا يتم الاقتراب منها؟!! علي مسئولي حكومة حماس أن يعيدوا حساباتهم.. وأن يراجعوا تصريحاتهم.. وأن يتحققوا من معلوماتهم.. فلايمكن لمصر التي لا تسمح بفرصة تمر إلا واستغلتها من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية, وعن الشعب الفلسطيني أن تخنق الفلسطينيين بضخ الغاز ولا يحق للأشقاء الفلسطينيين أن يتهموا سياسة دولة تمد إليهم يد المساعدة وتقف بجانبهم في كل الأوقات الصعبة.. واذا كان ثمة اتهام يجب أن يوجه في هذا المجال.. فليس لمصر التي مارست ولاتزال أقصي درجات الصبر وضبط النفس مع أشقائها الفلسطينيين, ولكن لحكومة حماس نفسها التي خنقت ولاتزال أبناء شعبها بأعمالها وممارساتها ورفضها توقيع اتفاق المصالحة مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية من أجل انهاء الخلافات.. والتخفيف من معاناة أبناء غزة.. والتفرغ لحل القضية الشائكة!!