كتبت - إيمان عارف: يعد نظام الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية نظاما متفردا, فعلي عكس ما يعتقد الكثيرون من أن الناخب الأمريكي ينتخب رئيسه مباشرة, فإن الحقيقة أن الكلمة النهائية في هذه الانتخابات هي للمجمع الانتخابي أو الكلية الانتخابية الذي يتكون من538 مندوبا. وتشير الأدبيات السياسية إلي أن عدد أعضاء المجمع الانتخابي يوازي أعضاء مجلس النواب والشيوخ بالإضافة لثلاثة أصوات خصصت للعاصمة واشنطن التابعة لمقاطعة كولومبيا. ولكل ولاية عدد معين من الأصوات داخل هذا المجمع بحسب عدد سكانها وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونجرس, فولاية كاليفورنيا علي سبيل المثال تمثل ب55 صوتا في المجمع بينما تمثل ولاية فلوريدا ب27 صوتا وولاية كارولينا الشمالية ب3 أصوات فقط. وهنا يكون التساؤل عن ماهية هذا المجمع ومن هم أعضاؤه وما هي معايير اختيارهم, وأخيرا ما هي الجدوي من وجوده؟ وللإجابة علي هذه التساؤلات لابد أولا من معرفة تفاصيل هذا اليوم الانتخابي. تجري الانتخابات عادة في أول ثلاثاء من شهر نوفمبر, حيث تشهد تدفقا لملايين الناخبين الأمريكيين المسجلين في جداول الاقتراع, وبعد انتهاء الاقتراع تعلن النتائج الأولية خلال12 ساعة تقريبا, وبانتهاء فرز الأصوات تنتقل العملية الانتخابية للمجمع الانتخابي, حيث يحصل المرشح الذي يفوز بأغلبية أصوات الناخبين في أي ولاية علي أصوات أعضاء المجمع عن هذه الولاية كاملة ولا يحصل الخاسر علي أي صوت. ويلي هذه الخطوة اجتماع هؤلاء الأعضاء في شهر ديسمبر للتصويت علي انتخاب الرئيس, ومع أنه لا يوجد ما يلزم أعضاء هذا المجلس قانونا باختيار المرشح الفائز, فإن هناك التزاما أخلاقيا ووعدا بانتخاب من ينجح علي مستوي الأصوات الشعبية في كل ولاية. ولكي يفوز المرشح بالرئاسة لابد أن يحصل علي270 من أصوات المجمع أي النصف زائد واحد. وأعضاء المجمع يتم اختيارهم وفق شروط يحددها المجلس التشريعي في كل ولاية وبناء علي ترشيحات من قبل ناشطين سياسيين وأعضاء حزبيين من الولايات الخمسين. هذا النظام الخاص بالمجمع الانتخابي وضعه الآباء المؤسسون لأمريكا وينفذ منذ مطلع القرن التاسع عشر, عندما كانت المسافات بعيدة والاتصالات قليلة وكان هناك صعوبة في أن يتعرف الناخبون علي المرشح وأن يلتقوا به في كل الولايات, وبالتالي كان الناخب في الولايات المختلفة ينتخب من بيئته المحلية ممثلين يعرفهم ويثق في انهم سيختارون المرشح الكفء, ولعل ذلك هو ما دفع البعض حاليا للمطالبة بإعادة النظر في نظام المجمع الانتخابي حيث لم يعد هذا المنطق صالحا اليوم في ظل الثورة التكنولوجية وثورة الاتصالات التي تتيح للناخبين متابعة المرشحين, فضلا عن الحملات الانتخابية الطويلة التي تسمح للمرشحين بالتنقل بين الولايات.