برغم أنني عشت حياتي متفائلا, وبشكل مستفز للآخرين أحيانا, لاقتناعي بأن كل أزمة لها نهاية , وأن الله لا يترك عبده وحده, لكن هذا التفاؤل يكاد يكون قد تبدد الآن لدرجة أنني عندما أحاول أن أكون متفائلا ولو بشكل مصطنع, أفشل فشلا ذريعا, لأن الوقائع علي الأرض تثبت العكس كل يوم, خاصة عندما يكون التفاؤل أو التشاؤم في قضايا الوطن, وأبرز مثال علي ذلك مسألة تعافي الاقتصاد المصري, وخروجه من الأزمات المتلاحقة التي تضربه منذ ثورة يناير. فعقب الإطاحة بالنظام السابق, وحتي في فترة الفلتان الأمني, كان الأمل يراودني بأن مصر ستسترد عافيتها سريعا, وأن المستثمرين سيأتون إليها أفواجا لكي يستفيدوا من الفرص الواعدة فيها, ومن أسواقها شديدة الاتساع, إلا أن الأمل يتلاشي بسبب الفلتان الأخلاقي الذي نعيشه حاليا ليتولد لدي اقتناع بأن القضية لم تعد قضية حكومة, وإنما قضية شعب. وبرغم اختلافي مع جماعة الإخوان المسلمين, الذي نشأ من معايشتي لتجربة حركة حماس في غزة, فإنني كنت أظن أن الجماعة, بوصفها الحاضن للرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي, ورئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل, لديها القدرة علي حل الأزمة الاقتصادية من خلال استغلال قدراتها التنظيمية العالية, وعلاقاتها بمجتمع الأعمال في العالم الإسلامي علي جذب المستثمرين لإنعاش الاقتصاد المصري, لكن العكس حدث لسببين, أولهما: أن الجماعة كانت مثلنا مفرطة في التفاؤل دون أن تترجم ذلك لخطط مادية ملموسة, وثانيهما: الفلتان الأخلاقي الذي جعل جانبا كبيرا من العمال يفضلون مصالحهم علي مصالح الوطن, فيضربون عن العمل بسبب ودون سبب, مما يدفع رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب, وقبلهم المصريون, للهروب من السوق المصرية, وبالتالي يحجم المستثمرون الجدد عن المغامرة بأموالهم. المزيد من مقالات أشرف ابوالهول