جميعنا يرجو لو أن المصريين كانوا بالفعل أو أصبحوا في يوم قريب علي قلب رجل واحد. كما قال الرئيس مرسي في كلمته أمام قيادات مطروح. لان ذلك يعني أننا نملك بالفعل جبهة داخلية قوية تؤازر تطلع مصر الي عودة دورها الإقليمي واستعادتها لمكانتها الدولية, ويعني أننا بلغنا درجة رفيعة من التوافق الوطني, تجعلنا نحسن التمييز بين الثوابت الوطنية التي ينبغي ألا يكون عليها خلاف, والنوافل والأعراض التي تتنوع فيها الاجتهادات بحثا عن الأفضل! ومع الأسف يا سيادة الرئيس, لسنا علي قلب رجل واحد, لأننا منقسمون علي أنفسنا, يشقنا طولا استقطاب حاد أحال مصر الي فسطاطين, فسطاط تحالف جماعات الاخوان والسلفيين وأنصار الاسلام السياسي, وفسطاط القوي المدنية المتمثلة في أحزاب وقوي يكثر عددها, لكنها تعاني الضعف والانقسام وتعدد الزعامات وكثرتها, كما اننا منقسمون عرضا الي شيع وطوائف تضع مطالبها الفئوية فوق كل أعتبار وتطالب بثمار لم تنضج بعد, وحقوق لا يكافئها الالتزام بالواجب, وما بين الانقسام الطولي والانقسام العرضي يتوزع شبابنا علي ألف تحالف واتحاد لا يجمعها سوي الغضب من الواقع الراهن! والأخطر من ذلك يا سيادة الرئيس إننا نعاني من قسمة جديدة, قسمة نحن وهم, التي يعززها رغبة البعض في الاستحواذ والهيمنة والإمساك بكل مفاصل الدولة, واتهام الاخرين زورا وبهتانا مرة بالكفر ومرة بفساد الخلق والفكر بدعوي انهم علمانيون يعادون الله والرسول! وهذا غير صحيح. أعرف ان هناك من يصر علي إنكار هذه الصورة ويعتقد ان كل هذه الازمات لا تعدو ان تكون زوبعة في فنجان!, لكن ماذا نقول حيال ما حدث في ميدان التحرير والشباب يشجون بالحجارة رؤوس بعضهم بعضا لأن الكراهية حفرت بينهم برزخا قسمهم الي نحن وهم!, وماذا نقول حيال هذه الازمات المفتعلة بين الحكم والسلطة القضائية لان البعض يريد ان يدس انف السلطة التنفيذية في أمور القضاة, الامر الذي لا يجوز, وماذا نقول حيال ما يحدث في لجنة كتابة الدستور التي تدور حول نفسها في متاهة بلا مخرج!.., سيادة الرئيس لن نكون علي قلب رجل واحد اذا استمر الاستحواذ واحتكار السلطة والرغبة في إصدار الدستور لصالح تيار واحد, ولن نكن علي قلب رجل واحد في ظل هذا الاستقطاب الحاد الذي يقسمنا الي معسكرين و المسئولية في النهاية مسئوليتك لأنك وعدت بان تكون رئيسا لكل المصريين. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد