برغم وقوع العديد من الحوادث علي مر السنوات, فأن البواخر النيلية غير المرخصة مازالت تمارس عملها, ويزداد الإقبال عليها في الأعياد, في الوقت الذي لا توجد فيه أي عوامل أمان توفر الحماية لأرواح الركاب. ومع اقتراب عيد الأضحي المبارك, تدق تحقيقات الأهرام ناقوس الخطر قبل أن تحدث الكارثة!!عن المشكلة, يقول الحاج إبراهيم صبحي صاحب أحد المراكب النيلية مبررا, إن حمولة المركب هي التي تتحكم في سيرها ولكن إصرار المواطنين علي الركوب أو تأجير المركب, قائلين نحن في عيد وكل سنة وأنت طيب هي الطامة الكبري, معللين ان كل شيء قسمة ونصيب ولكن أيضا هناك غياب من شرطة المسطحات, لأنها عندما تشاهد هذا المنظر أحيانا لا تتدخل علي الاطلاق, وهذا أيضا في ظل الانفلات والغياب الأمني في البر والنهر. وعلي الجانب الآخر, يؤكد الحاج متولي فهيم سائق احدي معديات الموت قائلا إننا دائما نتعرض لضغوط الركاب من توسلات بتحميلهم وتوصيلهم شاكين الأزمة المرورية وأنهم يقعون فريسة لسائقي التوك توك والميكروباصات الذين بدأوا مؤخرا في الدخول في الاضرابات ورفع سعر تذكرة الركوب, مما يؤدي الي زيادة الأحمال التي لا تستوعبها المعدية الواحدة التي غالبا ما تكون متهالكة. ويقول محمود راضي, برغم انفاق الدولة ملايين الجنيهات علي تجميل الكورنيش فإنها تترك المعديات متهالكة وتعمل بطرق بدائية ويقودها صبية لا يعلمون شيئا عن القيادة. ويضيف أنه علي الرغم من التصريحات النارية للمسئولين بوقف جميع المعديات غير المرخصة, وغير الصالحة للاستخدام الآدمي, فلا تزال عشرات المراكب والمعديات تعمل متحدية القانون, بالاضافة الي استخدامها في الفترة المسائية في الأعمال المنافية للآداب وتجارة وتعاطي المخدرات ونقل الذريعة السمكية المحظور صيدها. وفي جولة للكشف عن التدهور الواضح وأسباب غرق المعديات مما يجعل الموت نتيجة مؤكدة لركابها, تحدثنا الي مني سمير طالبة اعتادت علي استقلال المعدية قائلة, اضطر الي ركوب المعدية لصعوبة عبور الكوبري سيرا علي الأقدام, مشيرة الي أن عدم الالتزام بالحمولة المقررة للمعديات وتهالك السقالات الخشبية وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي تعد أكبر المخاطر, حيث يتم تكديس المواطنين مع المواشي وعربات الكارو وأكدت أن عملية تنظيم الركاب معدومة مما يجعلهم يتدافعون وهو ما يعرضهم لخطر دائم. وأشار محمد رجب الي أن عدم توافر أطواق نجاة وندرة قوارب الانقاذ, بالاضافة الي عدم وجود وسائل للاتصال بالنجدة سلبيات لابد من العمل علي حلها نظرا لأن تلك المعديات تنقل يوميا الآلاف من المواطنين. ويؤكد فريد عبيد تدهور المعديات حتي أن مظهرها الكئيب وعدم توافر إضاءة بها, وعدم وجود إرشادات للركاب لأماكن الجلوس لتحقيق عملية التوازن, كلها أمور تدعو للقلق في أثناء الركوب مشيرا الي أنه علي الرغم من قصر مدة الرحلة داخل المعدية, التي لا تتعدي خمس دقائق, إلا أنها تمر ثقيلة ومرعبة.