ارتبطت جائزة نوبل للسلام بالدبلوماسيين أو زعماء الدول الذين نجحوا في نشر السلام ووضع حد للحروب, أمثال الرئيس الراحل أنور السادات, والرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ومحمد البرادعي رئيس وكالة الطاقة الدولية السابق, وكوفي أنان أمين عام الأممالمتحدة السابق. أو أشخاص مثل الأم تيريزا والقس ديزموند توتو اللذين أسهما في محاربة الفقر والظلم, وقد تمنح الجائزة لمنظمة مثل أطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي الذي حصل عليها ثلاث مرات. وقد جاء منح جائزة نوبل للسلام لهذا العام للاتحاد الأوروبي حسب حيثيات القرار لنجاحه في التوفيق بين أعداء الأمس ليصبحوا شركاء اليوم علي مدي ستة عقود, ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان, في الوقت الذي تهدد فيه الأزمة المالية التي يعانيها بعض دول الاتحاد علي مدي السنوات الثلاث الماضية هذا الكيان بالانهيار والتفكك مما دفع بالآلاف من المواطنين في مظاهرات في شوارع عديد من العواصم الأوروبية مع زيادة معدلات البطالة والضرائب وإجراءات التقشف. وتتباين ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض لأحقية الاتحاد في الجائزة, فتري صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية أن حال الاتحاد الأوروبي اليوم لا يعكس صورة السلام, وأن أسس السلام التي وضعت بعد الحرب العالمية الثانية لم يسهم فيها الاتحاد الأوروبي وحده, وإنما قامت بمساعدة أمريكا وحلف الناتو, الذي واجه التهديد السوفيتي بعد عام1949 ومازال الضامن للأمن الأوروبي حتي يومنا هذا. وإذا كان الاتحاد الأوروبي الذي بدأ بستة أعضاء حتي بلغ عدد أعضائه27 دولة مستوعبا500 مليون شخص, استطاع الحفاظ علي وحدته علي مدي ستة عقود مع اختلاف شعوبه بين الشمال والجنوب, والصعوبات الاقتصادية التي تواجه بعض أعضائه, فما بالنا نحن العرب الذي توحدنا اللغة ولم توحدنا المصلحة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية, بل علي العكس ظللنا متفرقين ونزداد يوما بعد يوم انقساما, ورياح الربيع العربي لم تأت بالديمقراطية المنشودة, وإنما جاءت بالفوضي والانهيار الاقتصادي والفرقة, وما حدث في السودان ليس ببعيد, وفي انتظار الدور القادم علي من؟. المزيد من أعمدة مها النحاس