كتب رياض توفيق: ينام الانسان المصري في حضن الخطر وعلي بعد خطوات منه.. وفي بادرة قامت وزارة الثقافة بما لم تقم به وزارة الصحة . فقد كونت لجانا يرأسها د. عز الدين الدنشاري أستاذ الادوية والسموم بصيدلة القاهرة. في مهمة قومية تتمثل في نشر ثقافة جديدة اسمها ثقافة الدواء والسموم والأعشاب باستخدام كل وسائل الاعلام لإنقاذ أهل البيت المصري. وما لم يعرفه أحد أن وجود الدواء في البيت قد يكون خطرا قاتلا.. وثقافة الدواء سوف تلقي الضوء علي محظورات استخدام الدواء, وتعارضه مع الادوية الأخري أو مع أغذية أو أعشاب.. والتوعية بالادوية المؤثرة علي قيادة السيارات والحمل والرضاعة.. وشرح أسباب حدوث تسمم دوائي في الاطفال والاجراءات الوقائية التي تتبع في المنزل لمنع حدوث التسمم الدوائي. ويتعامل البيت المصري مع السموم بشكل خطير.. وبالذات المبيدات الحشرية الموجودة في كل بيت وما تسببه من تلوث للماء والهواء والغذاء.. كما سجلت مواقع استقبال الحوادث حالات تسمم حاد ناتج عن التعرض لمواد كيميائية موجودة في البيت المصري دائما.. وأيضا سموم التدخين والشيشة والمخدرات. والغريب رغم كل التحذيرات, فإن البيت المصري لا يكاد يخلو من الأعشاب بكل صورها.. ومن أهم دوافع الاهتمام بثقافة الاعشاب كما يشرح د. الدنشاري تلك الاعلانات التي تقدم الوهم للانسان المصري في علاجات للعقم وزيادة الخصوبة.. وأيضا خلطات عشبية لعلاج الالتهاب الكبدي الفيروس سي.. وعلاجات للربو ومرض السكر.. كما تخصص بعض الفضائيات برامج تقدم نصائح باستخدام هذه الأعشاب التي لا تستند الي المنهج العلمي.. وتكمن خطورة هذه الأعشاب في أن العشب قد يكون ملوثا بأحد ملوثات البيئة مثل المبيدات الحشرية والزرنيخ والزئبق أو سموم الفطريات أفلاتوكسين التي تفتك بالكبد وتسبب السرطانات.. وهناك أعشاب سامة تضيف الي المريض مرضا جديدا.. وأخري تلحق الضرر بالجنين اذا تناولتها الحامل.. وأخري تسبب تسمما للرضيع اذا تناولتها الأم. وأعشاب أخري تزيد من سمية بعض الأدوية.