أقيم بالمملكة العربية السعودية مع زوجي ونحرص علي إصطحاب أطفالنا إلي بيت الله الحرام لآداء مناسك الحج والعمرة, ولا أعلم هل يتم احتساب أجر لهم رغم أنهم لم يصلوا بعد لسن التكليف الشرعي, وهل يسقط الحج قبل البلوغ الفريضة عنهم ؟. د. محمود عبد الجواد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر يجيب: الأصل أن الطفل أو الصبي لا يجب عليه الحج لكونه غير مكلف, إلا أنه إذا أداه بمعرفة وليه, صح منه ويؤجر وليه علي ذلك, سواء كان أباه أم أمه, ولا يحرم الصبي من الأجر, لما رواه ابن عباس:( رفعت إمرأة صبيا فقالت: يارسول الله ألهذا حج ؟ قال صلي الله عليه وسلم: نعم ولك أجر) ولكن هذا لا يعني أن تغني هذه الحجة عن حج الفريضة لقوله صلي الله عليه وسلم:( إذا حج الصبي فهي له حجة حتي يعقل فإذا عقل فعليه حجة أخري).. ولكن إذا حدث, ومات الصبي قبل البلوغ فإن هذه الحجة تجزيه عن حجة الإسلام. أما الكيفية التي يحرم بها الصبي فتتوقف علي كونه مميزا أو غير مميز, وعلامة التمييز عند الفقهاء هي أن يفهم الخطاب ويحسن الجواب, وحددها بعضهم بسن سبع سنوات, والصبي المميز يحرم بنفسه بعد أن يأذن له وليه فيغتسل, ويلبس الإحرام, ويصلي ركعتي الإحرام ويتجنب محظورات الإحرام, وفي المناسك يفعل كل ما يستطيع فعله بنفسه, إلا إذا لم يقدر علي السعي والطواف جاز أن يحمله وليه ويطوف ويسعي به, وكذلك يشهد عرفة والمزدلفة ومني, ويرمي الجمرات, أو يرمي عنه وليه, أما إذا كان الصبي غير مميز لصغر سنه, فإنه يجوز لوليه أن يحرم عنه بأن يقول:( نويت إدخال هذا الصبي في حرمات الحج) ويفعل عنه كل الأفعال ماعدا الصلاة( صلاة الإحرام والطواف) فإنها تسقط عنه في رأي بعض الفقهاء,ومما يذكر أن الصبي إذا وقع في محظور من محظورات الإحرام ولو متعمدا, فلا يؤمر بفدية أو غير ذلك وإنما يوبخه ولي أمره لتعويده تقديس المشاعر الدينية.
