في خطوة غير متوقعة في هذا التوقيت وقبل عام كامل من الانتخابات البرلمانية في سبتمبر2013 كشف الحزب الاشتراكي الديمقراطي, المنافس التقليدي للحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم, عن غريم المستشارة انجيلا ميركل في الانتخابات المقبلة. , ليفتتح بذلك معركة انتخابية يتوقع الجميع من الآن ان تكون غاية في السخونة بعد أن أحسن الاشتراكيون هذه المرة الإختيار: إذ يعتبر بيير شتاينبروك, وزير المالية السابق والسياسي والخبير الاقتصادي المخضرم الذي وقع الاختيار عليه, هو بالفعل افضل المرشحين الاشتراكيين لمنازلة المستشارة المخضرمة التي تتمتع الآن في استطلاعات الرأي بشعبية غير مسبوقة بين الألمان لأسباب عديدة أهمها ادارتها لأزمة الديون الأوروبية بما لا يتعارض مع مصلحة المانيا. ونظرا لمخاوف الألمان الكبيرة من تأثر اقتصادهم ورفاهيتم بهذه الأزمة إضطر رئيس الحزب الاشتراكي زيجمار جابريل للتراجع وإعطاء الفرصة لمن هو أقدر منه علي خوض هذه الساحة الشائكة, في الوقت الذي رفض فيه الرجل الثاني القوي في الحزب فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية السابق تكرار تجربته الفاشلة في منافسة ميركل, حيث خسر أمامها في الإنتخابات الأخيرة عام.2009 اما شتاينبروك البالغ من العمر65 عاما فيشهد له الجميع سواء في الإتحاد المسيحي الديموقراطي الذي تقوده ميركل او في اوساط المعارضة- بقدرات إدارية وإقتصادية ومهارة في التعامل مع تبعات الأزمة المالية العالمية عام2008 التي نتجت عن إنهيار مصرف ليمان برازرز, ويتذكره الألمان وزيرا للمالية آنذاك طمأنهم علي مدخراتهم ووداعهم في البنوك, رغم أنه كان وزيرا في حكومة إتتلاف كبير تقودها المستشارة أنجيلا ميركل. ويرتكز نجاح شتاينبروك علي تمكنه في مجاله فقد درس الإقتصاد والعلوم الإجتماعية وبعد انخراطه في الحزب الاشتراكي عام1969 عمل في وزارات البناء ثم البحث العلمي ثم في المستشارية ثم مديرا لمكتب رئيس وزراء اكبر ولاية المانية هي ولاية شمال الراين وستفاليا. وفي عام1993 إختير وزيرا للاقتصاد في حكومة الولاية ثم وزيرا للمالية بها, وفي عام2003 عندما انتقل رئيس وزراء الولاية فولفجانج كليمنت إلي حكومة المستشار جيرهارد شرودر حل شتاينبروك محله لأسباب عديدة كان أبرزها الثقة في قدرته علي ضبط موازنة الولاية. إلا أن اختيار شتاينبروك(65 عاما) لينافس ميركل كان مفاجأة للكثيرين داخل الحزب الاشتراكي نفسه وليس فقط لعامة الألمان فهو رغم أنه يشع ثقة بالنفس تذكر الكثيرين هنا بشرودر او هيلموت شميت ورغم كونه متحدثا بارعا فهو يتمتع بجرأة كبيرة تصل لدرجة التهور والتسرع في التصريحات وهذا ربما مصدر القلق الكبير منه في مواجهة ميركل التي وصفتها وثائق ويكيليكس بالمستشارة التيفال في تهكم واضح من برودة اعصابها وقدرتها علي تجاهل النقد والإستفزاز وهي خصال لا يتمتع بها شتاينبروك الذي يحمر وجهه وينطلق لسانه بكلمات لاذعة ساخرة علي طريقة سكان هامبورج الساحليين كما أنه يوصف داخل حزبه الإشتراكي بالرفيق المهاجم لحبه مهاجمة الأخرين. والإضافة إلي المخاوف من زلات اللسان يواجه شتاينبروك تحديات عديدة اهمها خلافه مع الجناح اليساري داخل الحزب الذي يطالب بزيادة ميزانية المعاشات وخلافه مع قطاع البنوك الذي يهاجمه شتاينبروك مطالبا بضريبة علي المعاملات المالية وتحميل البنوك تكاليف إنقاذ اليورو وتحدي إيجاد خط مشترك بين الإشتراكيين وحزب الخضر وايضا فتح قناة مع الحزب الليبرالي الذي قد يحتاجه للإطاحة بإئتلاف ميركل.