في وقت تواصل فيه القصف الحدودي بين سوريا وتركيا, اقترح وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو أن يحل فاروق الشرع نائب الرئيس السوري مكان الرئيس بشار الأسد علي رأس حكومة انتقالية في البلاد لوقف الحرب الأهلية بسوريا. ويستند الاقتراح التركي إلي أن الشرع كان منذ بداية الأزمة يعمل مع مختلف الأطراف علي وقف نزيف الدماء بهدف الدخول إلي عملية سياسية في إطار حوار شامل لإنجاز مصالحة وطنية, كما أن الشرع الذي ينحدر من محافظة درعا مهد الثورة السورية وشغل منصب وزير الخارجية لأكثر من15 عاما قبل أن يصبح نائبا للرئيس عام2006 ترأس في عام2011 بعد أربعة أشهر من اندلاع الثورة السورية, لقاء تشاوريا للحوار الوطني شاركت فيه نحو200 شخصية تمثل قوي سياسية حزبية, ومستقلة, وأكاديمية, وفنانين, وناشطين, لكن غابت عنه المعارضة التي كانت تقول حينها إنها ترفض أي حوار في ظل استمرار العنف وعمليات القتل التي يمارسها النظام السوري. والاقتراح التركي يستند أيضا إلي أن الشرع رجل عقل, وضمير لم يشارك في المجازر بسوريا, ولا أحد سواه يعرف بشكل أفضل النظام في سوريا, وأن المعارضة وهذا هو المهم تميل لقبول الشرع لقيادة الإدارة السورية في المستقبل, وإن كان بعض قوي المعارضة أظهرت تحفظا علي الاقتراح التركي, باعتبار أن الشرع لم يعلن انشقاقه رسميا بعد عن النظام, وهو بالتالي لايزال جزءا منه. علي أية حال, فإن الاقتراح التركي يعد مؤشرا مهما علي أن حقبة بشار الأسد انتهت من وجهة نظر دول كثيرة, وبالتحديد الدول المعنية بالملف السوري, وبالتالي فإن البحث بالمرحلة الانتقالية بدأ فعلا, وأن الجو العام داخليا في سوريا كما إقليميا ودوليا يؤكد أنه لم يعد لدي الأسد إلا أسابيع قليلة للملمة حقائبه, والبحث عن مصير له مخالف للمصير الذي ينتظره في حال استمر بما يقوم به بحق الشعب السوري. ويتوقع المراقبون دخول سوريا في مرحلة انتقالية مطلع العام الجديد, لأن الظروف باتت ناضجة لمرحلة مماثلة بعد أن فقد النظام سيطرته الفعلية علي الأرض, وبات يتصرف بمنطق العصابات.. ويذكر في هذا الصدد أن الجامعة العربية كانت قد اقترحت ضمن مبادرة لها في يناير2012 الشرع لقيادة المرحلة الانتقالية بدل الأسد, وصفته حينها بأنه رجل ينال اتفاق الجميع. ودعت الرئيس السوري إلي تسليم صلاحياته لنائبه كي يبدأ الحوار مع المعارضة, لكن دمشق رفضت هذا الاقتراح بشكل قاطع, واعتبرته تدخلا في شئونها الداخلية, فهل تقبل سوريا اليوم الاقتراح التركي؟