عن أدب الحرب دارت مناقشات الندوة الثقافية التي أقامتها شعبة القصة والرواية باتحاد كتاب مصر وأدارها الكاتب سمير عبد الفتاح وذلك من خلال رواية ثعالب في الدفرسوار للكاتب أحمد عبده. اشترك في المناقشة كل من الناقدين الأدبيين د. يسري عبد الله ود. أمجد ريان الذي قال إن الرواية تجمع بين كونها أدب حرب وأدب معركة علي حد تعبير الكاتب سمير عبد الفتاح وكونها رواية اجتماعية في زمن الحرب كما قال بذلك الناقد د. حامد أبو أحمد. وأضاف د. ريان أن الجوانب الانسانية تغطي الرواية بأكملها حتي في خنادق المعركة وعلي هامشها في القري المتداخلة مع مواقع الجبهة. تتناول أحداث الرواية كما يقول د. ريان حكاية أسرة بسيطة فقيرة من بين أسر خط القناة ومن خلال معطيات الرواية الدالة يبني الكاتب روايته, وعبر هذه الأسرة تتوزع دراما الرواية مابين الأب الشيخ نور الذي قتل في قلب أرضه وبين المعادل الموضوعي للمحتل الصهيوني, محتل الداخل الذي اغتصب أرض الشيخ فيشمر الرجل عن ساعديه ويقود أولاده, محسن العائد من حرب اليمن بعين واحدة وضاحي البطل الرئيسي في الرواية ضاربا المثل في الشجاعة والمقاومة, وصبيرة ابنته التي خطفها جنود الأعداء وأصابوها وهي حامل فتلد ولدا بلا أظافر وحبله السري مقطوع ربما إشارة للنصر الذي لم يكتمل, وسراج زوجها المحارب علي خط النار ومحسن العائد من اليمن ليشكل خلية مسلحة لمقاومة قوات الجيش الاسرائيلي في منطقة الثغرة, والأم رحمة التي قذفت جنود العدو( بالمنقد) وعليه النار مشتعلة, وتعلوب الأعرج.. الحمام الزاجل بين الفدائيين فهو يتصنع العرج, بالنهار يتوكأ علي عكازه, وبالليل جن أزرق لتوصيل خطط العمليات الفدائية. ويواصل د. ريان تحليله بأن الرواية توثق لفترة خطيرة في تاريخ مصر وهي الأزمة الحربية والسياسية التي حدثت عقب عبور قوات اسرائيلية الي البر الغربي في منطقة الدفرسوار جنوبالاسماعيلية لدرجة جعلت الراوي يقول.. إن الواحد منا ليري هؤلاء عندنا في الضفة الغربية للقناة فيتذكر يوم الخامس من يونيو, ثم يري أو يسمع ان قواتنا في الضفة الشرقية فيوقن ان اليوم هو السادس من اكتوبر, نري قواتنا تتدفق عبر القناة علي المعابر وبالقوارب, ونسمع عن الانتصارات في بث مباشر من الراديو.. استخدم الكاتب عدة تكنيكات, كما استخدم اللغة الموحية في جمل قصيرة تناسب جو المعركة الملتهب, وينحت الكاتب لغته من طين البيئة في اسلوب شعري ودال. وفي مداخلته يقول د. يسري عبد الله إن المقاومة هي الآلية الوحيدة للبقاء. وتستمد رواية ثعالب في الدفرسوار جدارتها من كونها تعظم المهمشين من أبناء الوطن, فأبناء الطبقة الفقيرة هي التي تحارب وهي التي تحفر الترع. عشرة فصول تتكون منها الرواية, يشكل كل فصل نصا بذاته ليتشكل المتن الروائي بعدة روابط تشدها الي بعضها. ويضيف د. يسري أن ثعالب في الدفرسوار رواية ترد الاعتبار لأدب الحرب, خلت من التسجيلية والمباشرة والخطابية, فالكاتب يكتبها بعد مرور أكثر من ثلاثين عاما علي الحرب, ولهذا دلالة كبري فقد كشفت الرواية عن محور أهملته الرواية المصرية وهو محور المهجرين.