في مفارقة غريبة وبعد يومين من توقع أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلية حدوث ربيع فارسي علي غرار ثورات الربيع العربي , تصاعدت أمس حدة المشاكل الاقتصادية في إيران تحت وقع العقوبات الغربية. واندلعت اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب الإيرانية ومتظاهرين في وسط طهران بسبب انهيار قيمة الريال, وذلك في أول اضطربات علنية بعد أن فقدت العملة الإيرانية نصف قيمتها. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الغاضبين, ورفع المتظاهرون لافتات مناهضة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, مشيرا إلي أن سياساته الاقتصادية أشعلت الأزمة. وانتشر المئات من شرطة مكافحة الشغب في مقاطعة فيردوسي بالعاصمة, وألقي القبض علي تجار غير شرعيين للعملة, وتم اعتقال العشرات بواسطة الشرطة وقوات أمن بملابس مدنية. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الدخان تصاعد في منطقتين مختلفتين, كما تم إشعال النار بالقرب من السفارة البريطانية, والتي كان قد تم إخلائها العام الماضي بعد أن اجتاحتها مظاهرات مؤيدة للحكومة. وأشارت إلي أنه لا يمكن تحديد الأماكن التي يتصاعد منها الأدخنة بسبب قيام الشرطة بإبعاد المشاة ووسائل المواصلات. وفي محاولة لتهدئة الرأي العام الإيراني, أعلن إسماعيل أحمدي مقدام رئيس الشرطة الإيرانية أنه تم تشكيل وحدة من المسئولين الاقتصاديين والشرطة لمكافحة من زعزعة استقرار سوق العملة. وفي وقت سابق للاحتجاجات, أضرب تجار المحافظات الجنوبية, وأغلقوا محالهم التجارية, وأعلنوا الاحتجاج العام علي تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسب التضخم بصورة تصاعدية. وفي سياق متصل, أثارت انهيار قيمة الريال مخاوف القيادة الإيرانية حيث أكدت مصادر إيرانية أن اجتماعا علي مستوي عال عقد مؤخرا في بيت المرشد الإيراني الأعلي آية الله علي خامنئي, لبحث تطورات الملف النووي في ضوء تعثر المفاوضات مع الغرب. وقالت المصادر إن الاجتماع, الذي حضره خامنئي, شارك فيه كبير المفاوضين الإيرانيين, سعيد جليلي وعلي أكبر صالحي وزير الخارجية, وحذر من مواجهة إيران عزلة دولية أكبر في حال فشل المفاوضات, وزيادة الضغوط الاقتصادية, فضلا عن التبعات الخطيرة التي خلفتها العقوبات الاقتصادية- حتي الآن- علي المجتمع الإيراني, والمخاوف من اندلاع احتجاجات شعبية. يأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه الاتحاد الأوروبي لفرض مزيد من العقوبات المشددة علي إيران خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في منتصف الشهر الحالي. وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن بريطانيا وهولندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وضعت توصيات لعقوبات مشددة ضد النظام الإيراني. وفي الوقت الذي يستبعد فيه القادة الإيرانيون بشكل علني التقارير حول ضربة عسكرية إيرانية, كشف تقرير مخابراتي لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون عن أن حالة من الرعب تسيطر علي إيران بسبب هذه التوترات, وأن الجيش الإيراني كان متحفزا بشكل كبيرا لحرب مع إسرائيل خاصة خلال عامي2007 و2008 لدرجة أنه أسقط9 طائرات عن طريق الخطأ ما بين عسكرية ومدنية. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن تقرير البنتاجون أن وحدات الدفاع الجوي الإيراني قامت بأفعال غير مناسبة عشرات المرات بما فيها توجيه قذيفة مضادة للطائرات وإسقاط طائرة لمجرد أنها هدف غير معروف. وأشارت الوثيقة الأمريكية إلي أن حالة عدم تحديد الأهداف مازالت مستمرة في طهران, موضحة أن وحدات الدفاع الجوي الإيراني كانت تخشي من محاولة طائرة للعدو محاكاة نظام طائرة مدنيةإيرانية, ولذلك قامت بإسقاط طائرة مدنية بطريق الخطأ في يونيو.2007 وأكدت أنه خلال مايو عام2008, قامت إيران بإسقاط ثلاث طائرات استطلاع ومدنية ومقاتلة من طراز أف-14 التابعة لأسطولها الجوي, وأنه في يونيو2008 وبعد إجراء إسرائيل مناورات في البحر المتوسط, قامت الوحدات الإيرانية بإسقاط طائرتين مدنيتين أخريين كما قامت باعتراض طائرة عراقية لكنها لم تسقطها.