استهل الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي كلمته أمام الدورة76 للجمعية العامة للأمم المتحدة بالاشارة الي أن الاسلام يحض علي التعارف بين الأمم والشعوب. وأعلن الدكتور محمد مرسي علي أنه أول رئيس مصري مدني منتخب بعد ثورة52 يناير بإرادة شعبية وأن كل مصري يشعر بقدر كبير من الثقة بالنفس نتيجة هذه الثورة التي سعت لإقامة دولة تنشد العدل والحق والحرية والعدالة الاجتماعية. وأضاف أن' الدولة المصرية تنشد العقل والحق والكرامة وإن هذه الدولة التي أسست الشرعية التي يمثلها هو اليوم لم تكن نتاج انتفاضة عابرة ولم تكن رياحا هبت في ربيع أو خريف'. وشدد الرئيس علي أن بلاده ستتعامل مع بقية دول العالم' في سياق من الندية' والالتزام بالمعاهدات الدولية وفي مقدمتها ميثاق الأممالمتحدة الذي شاركت مصر في صياغته دون الإخلال بهذا الميثاق. وأكد أن أول القضايا التي يجب علي العالم التعامل معها بجدية هي القضية الفلسطينية, وقال إنه' رغم الجهاد المتواصل للشعب الفلسطيني وتبنيه لجميع حقوقه المشروعة تظل هذه الشرعية الدولية والقرارات الأممية مع كل أسف عاجزة حتي اليوم عن تحقيق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني وتظل كل هذه القرارات بعيدة عن التنفيذ'. وحول الأزمة السورية, أكد الرئيس علي ضرورة أن يسعي العالم للبحث عن حل للوضع في سوريا. وقال:' سنستمر في العمل لوضع حد لمعاناة الشعب في سوريا وإقامة نظام ديمقراطي.. بعد أن ينتهي هذا النظام الذي يقتل شعبه ليلا ونهارا.. سيختار الشعب السوري نظاما ديمقراطيا يعبر عنه'. وأكد أن' المبادرة المصرية لحل الازمة السورية ليست مغلقة علي أطرافها بل هي مفتوحة أمام كل من يريد أن يساهم في حل الأزمة السورية, هذه الأزمة كلنا مسئولون عنها, إنها مأساة هذا العصر وواجبنا أن ننهي هذه المأساة'.وشدد الرئيس علي ضرورة تجنب الأحكام القائمة علي العرقية في سوريا وضرورة توحيد صفوف المعارضة وتشجيعها علي طرح رؤية موحدة وشاملة لعملية الانتقال الديمقراطي المنظم للسلطة. وأضاف:' لا يفوتني أن أؤكد أن مصر ستعمل مع أشقائها العرب لكي تحتل الأمة العربية مكانتها في العالم'. وقال مرسي' إن المنطقة العربية لن تسمح بسلب حقوقها سواء من قبل قادتها أو من الخارج وإن هذه الشعوب لم تعد تتقبل بقاء أي دولة خارج معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية'. وأكد علي ضرورة عقد مؤتمر خاص لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية في موعده, قبل نهاية العام الجاري وبمشاركة جميع الأطراف المعنية, مشيرا في نفس الوقت إلي حق جميع دول العالم, ومنها مصر بالطبع في الاستخدام السلمي للطاقة النووية في إطار معاهدة منع الانتشار للأسلحة النووية'. كما شدد علي أن مصر مستعدة للاستمرار في التعاون مع الدول الأفريقية لتحقيق المصالح المشتركة.وأضاف' أن تفعيل دور الجمعية العامة وإصلاح مجلس الأمن الذي تم التوصل لشكله الحالي في حقبة تاريخية سابقة, يجب أن يكون علي قمة الأولويات التي ينبغي أن نعالجها بالجدية اللازمة'. وأكد الدكتور مرسي علي ضرورة أن تولي المنظمة الدولية المرأة ما تستحق من اهتمام وأشار إلي مبادرته الخاصة بإنشاء هيئة خاصة بالشباب وتشغيلهم وتعزيز مشاركتهم في الحياة السياسية لتعزيز قدرة الأجيال القادمة علي تحقيق طموحاتها. وحول الأزمات الاقتصادية الأخيرة, قال الرئيس إن' هذه الأزمات يجب أن تدفعنا لمراجعة النظام الحالي ومراجعة القرارات الدولية', مشيرا إلي أن تطبيق ممارسات تجارية مجحفة كان من الأسباب وراء هذه الأزمات. وحول الفيلم المسئ للرسول, حذر الدكتور مرسي من استمرار ما سماه الازدواجية في المعايير, وقال' إننا نتوقع من الآخرين أن يحترموا خلفياتنا الثقافية والعقائدية وألا يوظفوا قضايا معينة للتدخل في شئون الغير'. وأضاف الدكتور مرسي' النيل من مقدسات الآخرين أمر غير مقبول وأن ما وقع من تصرفات من بعض الأفراد والإساءة لرسول الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم نرفضه ونعادي من يقبلها ولا نسمح لأحد بهذه الإساءة, بقول أو بفعل.. إن ما حدث هو ظاهرة لها عنوان كراهية الإسلام, إسلاموفوبيا'. وأكد الدكتور مرسي علي ضرورة التحرك بشكل مشترك في مواجهة التطرف والتمييز وفي مواجهة الحض علي كراهية الغير علي أساس الدين أو العرق, مشيرا إلي أن مصر تدعم حرية التعبير إلا أنه لا يمكن استغلال هذه الحرية في التحريض ضد الغير.