لا يبدو في الأفق, حتي الآن ما يشير الي بادرة تنم عن امكان الحل السلمي لسفك دماء الشعب السوري ذلك أن نظام بشار الأسد قد اعتمد الحل الأمني والعسكري لمحاولة اخماد المعارضة لنظامه منذ قيام الشعب السوري بثورته في منتصف مارس 2011 وحتي الآن. واللافت للانتباه أن بشار تعمد تقويض كل الجهود الاقليمية والدولية التي سعت لوقف سفك دماء السوريين, وليس أدل علي ذلك من موقفه المتعنت تجاه جهود جامعة الدول العربية فقد تطاول ووصفها بأنها لا جامعة ولا عربية, كما تسبب في إفشال مهمة المبعوث العربي والدولي كوفي أنان التي كانت تستهدف حل الأزمة سلميا, والاستجابة لتطلعات الشعب السوري. وفي الوقت نفسه كان بشار يصعد هجمات جيشه علي القوي المعارضة لنظامه ويستخدم الأسلحة الثقيلة والطائرات في حربه ضد الشعب السوري ولا يزال سادرا في غيه, ويتصور ان في إمكانه إخماد الثورة وهو ما لا يحدث, خاصة وأن القوي الاقليمية والدولية تعرب عن استنكارها وادانتها لقتله للشعب السوري. ولعل المهمة الجديدة التي يقوم بها المبعوث الدولي الجديد الأخضر الابراهيمي هي الفرصة الدبلوماسية الأخيرة أمام بشار لإمكان الخروج الآمن له ولأسرته من سوريا, غير أن الدلائل تشير الي أن بشار سيتعمد تبديد هذه الفرصة الأخيرة. ولعل هذا ما دعا الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية الي الاشارة الي أن الفرصة الأخيرة للنظام السوري انتهت منذ عام ولسنا في انتظار فرصة أخري, وأوضح في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة في 19 سبتمبر الحالي أن جميع الأبواب التي طرقناها حتي الآن موصدة ولا تقدم حتي الآن ولا توجد انفراجة. وثمة إجماع اقليمي ودولي علي أن استخدام روسيا للفيتو في مجلس الأمن لمصلحة بشار ونظامه هو أحد الأسباب الجوهرية في تصلب موقفه واستمراره في قتال شعبه. ولذلك فإن الأمر يقتضي تحركا دوليا واقليميا مكثفا في اتجاه إقناع روسيا والصين بالكف عن مساندة نظام بشار في مجلس الأمن, وأيا ما يكن الأمر ان نظام بشار مآله السقوط.. غير أن الطريق الي انهياره سيكبد الشعب السوري المزيد من الضحايا.