استعدت مدينة نيويوركالأمريكية لانطلاق مناقشات الدورة ال67 للجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة, والتي تستمر حتي أول أكتوبر المقبل, ومن المقرر أن يحضرها123 من رؤساء الدول والحكومات وعشرات من وزراء الخارجية. وسوف تتضمن هذه الاجتماعات مناقشة عدة موضوعات وقضايا توصف بالعسيرة أبرزها السلام في الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني والأوضاع في سوريا, فضلا عن تناول بعض القضايا الأخري ذات الاهتمام العالمي المشترك وعلي رأسها التغير المناخي والأوضاع الاقتصادية وانعدام الأمن الغذائي والاضطرابات السياسية المنتشرة الآن في جميع أنحاء العالم وغيرها. وذكر بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة قبيل الاجتماعات أن العالم يتحرك بشكل أسرع, ويجب علينا أن نتفاعل معه بشكل أسرع كذلك أمام عدة قضايا عسيرة. واشار إلي قضايا انعدام الأمن الغذائي والاضطرابات السياسية وقضايا الساعة الأخري في العالم قائلا هذا صحيح في قضايا السلام والأمن ومجال حقوق الإنسان بقدر ما هو صحيح في مجال التنمية. وأضاف أن المناقشة العامة لن تقتصر هذا العام علي موضوع واحد, مؤكدا أن الوضع المتدهور في سوريا سيكون علي رأس ما يشغل أذهاننا. وستركز تلك الدورة أيضا علي قضايا شرق أوسطية أهمها تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو بضرب البرنامج النووي الإيراني ومسألة اعتزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس المطالبة بمنح الفلسطينيين صفة دولة غير عضو بصفة مراقب في الأممالمتحدة. وقال العديد من المبعوثين الغربيين البارزين إن من بين الموضوعات الأخري التي ستتناولها المناقشة الاضطرابات العنيفة التي اندلعت مؤخرا في بعض الدول الإسلامية بسبب الغضب من الفيلم المسيء للإسلام الذي أنتج في الولاياتالمتحدة والرسوم الفرنسية المسيئة للنبي صلي الله عليه وسلم. وسيسلط الاجتماع الضوء أيضا علي عدد من المشكلات الملحة الأخري في العالم مثل التمرد في مالي والتغير المناخي والمشكلات المالية العالمية. وسوف تشهد الاجتماعات عدة لقطات تستحق التسجيل, من بينها المشاركة الأولي للرئيس محمد مرسي في هذه الاجتماعات, كما أنه من المقرر أيضا أن يعتلي الرئيس الأمريكي باراك أوباما منصة الجمعية العامة للمرة الرابعة, وذلك في الأشهر الأخيرة من حملته الانتخابية التي يسعي من خلالها إلي الفوز بفترة ولاية جديدة. وسيكون أوباما هو المتحدث الثاني بعد افتتاح المناقشات. وعن المشاركة المصرية, من المنتظر أن يعكس البيان المصري الذي يلقيه الرئيس مرسي الأجندة المصرية وموقف مصر إزاء القضايا الدولية الرئيسية, وعلي رأسها قضية الشرق الأوسط وتطورات عملية السلام والنزاع العربي- الإسرائيلي والوضع في سوريا وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. كما يرأس وزير الخارجية محمد كامل عمرو الاجتماع الوزاري المشترك لمجلس السلم الأفريقي ومجلس الأمن العربي يوم27 الحالي. وستكون رئيسة البرازيل ديلما روسيف, وفقا لتقليد يعود إلي بدايات الأممالمتحدة, أول من تتحدث من الرؤساء في المناقشات, وسيعقبها الرئيس الأمريكي باراك أوباما, ثم الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتشو, والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ثم35 رئيسا آخر, وذلك يوم بعد غد- الثلاثاء- أول أيام انعقاد تلك المناقشات. وعلي غرار الرئيس مرسي, سيكون ظهور نيكوليتش وأولاند في هذه الدورة هو الأول لهما في الأممالمتحدة منذ توليهما منصبيهما. ومن المقرر أن يتحدث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الأربعاء المقبل- ثاني أيام الانعقاد, ومن المتوقع أن ينسحب مبعوثون غربيون من اجتماع الجمعية العامة أثناء إلقاء أحمدي نجاد لكلمته احتجاجا. كما سيتحدث نيتانياهو يوم الخميس- ثالث أيام انعقاد دورة الجمعية العامة- حيث يتردد أنه سيخصص خطابه كاملا للتحدث عن تهديدات إيران النووية وخطط السلطة الفلسطينية للحصول علي صفة دولة غير عضو تحمل صفة مراقب في الأممالمتحدة. وسوف يتحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الخميس قبل نيتانياهو مباشرة. ويقول دبلوماسيون فلسطينيون إن عباس ربما يطلب استصدار قرار من الأممالمتحدة بمنح الفلسطينيين صفة دولة غير عضو تحمل صفة مراقب, وهو ما يعد أقل أهمية بكثير من طلب الحصول علي إقامة دولة فلسطينية ذات عضوية في الأممالمتحدة.