يكتشف زائر يريفانا عاصمة أرمينيا أن المدينة التي يسكنها نحو مليون شخص من بين3 ملايين نسمة هم عدد سكان البلد الصغير, تعتبر صورة شبه كربونية من باريس, فالحكومة تسعي لان تكون يريفانا براقة وجذابة مثل عاصمة النور. ولا يجد زائرها اختلافا جوهريا بين المدينتين اللهم سوي شهرة باريس التي تبهر إبصار زائريها لقدمها وشهرتها. ويميز يريفان انها تقع تحت سفح جبل الآرارات, ويعتقد الأرمن انه أرض نوح التي رست عليها سفينته. ويمتد الاعتقاد الي أن الحياة الجديدة للبشرية بدأت من هذا الجبل, لأن عصر نوح محا ما قبله. وبرغم حداثة استقلال أرمينيا(1991), فهي تواجه تحديات جمة ولا يخفي السياسيون تهديدات الحصار الاقتصادي والسياسي من دولتي الجوار( أذربيجان وتركيا), فالعلاقات مقطوعة من اذربيجان بسبب اقليم ناكورنو كاراباخ و شبه مجمدة مع انقرة بسبب واقعة ابادة الأرمن عام1915. أعود الي يريفانا الباريسية, فالسياح القادمون لفرنسا يقاربون عدد سكانها تقريبا, ويأمل الأرمن في تحقيق المعادلة ليصل عدد سياحهم لنحو3 ملايين نسمة أي ما يعادل عدد سكانهم. ولديهم بالفعل بعض الإمكانات التي يطورونها مثل مدينة جيرموك وتعد أضخم خزان من المياه الساخنة ويقدرون أنها تكفي لتدفئة كل العالم. وبرغم المبالغة, فالأرمن متفائلون بتأسيس دولة متقدمة قريبا, ويكفيهم مشروع سنوبسيس العملاق لأشباه الموصلات والميكرواليكترونيكس والذي يعادل في أهميته مؤسستي مايكروسوفت وآبل العالميتين, ويصل حجم استثماراته إلي مليار ونصف المليار دولار خلال سنوات قليلة. ويكفي الأرمن برغم قلة مواردهم الاقتصادية, برج كافيسجيان للكريستال بقلب العاصمة وهو متحف الفنون المتكاملة نفسه, فهو فخر لكل أرمني هاجر من بلده, ولكنه عاد اليها بالخير الوفير وليعوضها عن سنوات التقشف الشيوعية التي أضاعت دهورا من عمرها. المزيد من أعمدة أمين محمد أمين