شريف عابدين : اهم التصريحات التي لفتت الانظار نحو مصر خلال الايام القليله الماضيه هي التي جاءت علي لسان الرئيس الامريكي باراك اوباما حين قال في ذروة الحصار الذي فرضه المتظاهرون حول سفارة بلاده في القاهرة: ان مصر لم تعد دولة حليفة للولايات المتحدة كما أنها ليست دولة معادية. التصريحات الامريكية التي ربما لم تكن لتحمل نفس قوة الغضب لولا مقتل سفير واشنطن في ليبيا, تعد الاكثر حدة منذ بدء العلاقات بين واشنطنوالقاهرة بعد استغناء الاخيرة عن الحليف الروسي في عهد الرئيس الراحل السادات. كلمات اوباما التي ظن انها ستحمي شعبيته التي ما كادت ترتفع حتي تعرضت لاختبار حرج مع حصار بعثاته الدبلوماسيه بالخارج اثرتفجر الغضب في العالم الاسلامي من الفيلم المسئ للرسول الكريم, حملت لغة لم تعهدها القاهرة من حليف الامس اذ حملت نبرة تهديد بقوله ان مشكله كبيرة ستحدث بين البلدين اذا لم تلتزم السلطات المصريه بمسئولياتها في حماية السفاره الامريكيه. الصحف الامريكيه كانت اكثر مباشرة في تناول تداعيات الحادث حيث اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن التحدي الأكبر الذي يواجه البيت الأبيض, جراء عرض الفيلم المسيء, ينبع من الاحتجاجات التي شهدتها مصر وليست ليبيا التي شهدت مقتل سفيرها. وعزت الصحيفة الموقف الامريكي الي ما وصفته برد الفعل الفاتر من قبل الحكومة المصرية حيال الاحتجاجات, حيث جاء رد الفعل الاول للرئيس محمد مرسي علي محاولة اقتحام السفارة الأمريكيةبالقاهرة لا يحمل إدانة ترضي واشنطن بقدر ما حمل انتقادا للفيلم محل الاحتجاج. الرأي الاخر حملته صحيفة واشنطن بوست التي اتفقت مع زميلتها علي أن الولاياتالمتحدة لم يعد في مقدورها ممارسة نفوذ وهيمنة كاملة علي الحركات الشعبية المتنامية في العالم العربي, لكنها ارتأت تفسيرا اخر للازمة بقولها إن مصر وليبيا لا تزالان في مرحلة ضباب الثورة وأنه من الصعب معرفة ماذا يحدث ومن المستفيد من حالة عدم الاستقرار.وأرجعت الصحيفة سبب الأزمة الحالية إلي ما اعتبرته انتهازيه سياسية من جانب العناصر المتشدده الغاضبه من نجاح حكومتي مصر وليبيا, المعتدلتين, في توطيد سلطتيهما.