من أهم المبادئ الأخلاقية التي يلتزم بها العامل أن يكون صادقاً أميناً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «التاجر الصدوق الأمين المسلم مع الشهداء يوم القيامة» وقال عليه الصلاة والسلام: «لا دين لمن لا أمانة له»، ويفترض هذا المبدأ التزام العامل بنظام العمل الذي تم الاتفاق عليه مع رب العمل، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود...» ويعتبر عدم الوفاء بالعقد علامة من علامات النفاق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان»، ويجب على العامل أن يطيع رب العمل، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم». ويجب على العامل أن يكون أميناً في أداء العمل فينفذه بإخلاص ويبذل فيه الجهد لكي يتم في أفضل وضع. قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه». ولاشك أن إتقان العمل يحقق المصلحة العامة في جودة الإنتاج. ويجب على العامل أن يكون أميناً على أسرار عمله فلا يفشيها للغير. قال علي بن أبي طالب: «سرك أسيرك فإن أفشيته صرت أسيره». كذلك يجب على العامل أن يكون أميناً على أدوات العمل فيحافظ عليها ويعتنى بها ولا يستخدمها في تحقيق مصلحة خاصة له أو لغيره. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته». وتقتضي الأمانة ألا يستغل العامل عمله في الحصول على مال غير مشروع كالرشوة والاختلاس، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلاً من بني أسد على صدقه، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: «ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول هذا لك وهذا لي. فهل جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا؟». كذلك نهى الإسلام عن التجاوز في المكيال والميزان وتوعد من يفعل ذلك بالعذاب، قال تعالى: «ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين».