قيادات معارضة ل «الأهرام»: نرفض ذرائع «الانتقالى».. ونخشى تراجعه عن الاتفاق أكد تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير المعارض بالسودان أن تعليق المجلس العسكرى الحاكم التفاوض مع المحتجين «قرار مؤسف»، متعهدا بمواصلة الاعتصام «بالقيادة العامة لوزارة الدفاع وجميع ميادين الاعتصام فى البلاد». وكان رئيس المجلس الفريق الركن عبد الفتاح البرهان أعلن فى بيان تليفزيونى فى الساعات الأولى من صباح أمس تعليق المحادثات بعد أن اتهم المحتجين بخرق اتفاق بشأن وقف التصعيد. وفى كلمته، أكد البرهان أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لعبتا دورا مهما وفاعلا فى مساندة الثورة، وانحازتا لخيار الشعب فى التغيير، وأمنتا انتصار الثورة المباركة بهدف حقن الدماء ونقل السلطة إلى الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة. وأضاف: إلا أن الأمور تطورت بصورة متسارعة، حيث صدر جدول بالتصعيد الثورى متزامنا مع سير المفاوضات من قبل قوى الحرية والتغيير، كما كان هناك استفزاز مباشر وإساءة بالغة للجيش وقوات الدعم السريع، مشيرا الى أن الخطاب العدائى خلق حالة من الفوضى والانفلات الأمنى غير المقبول فى العاصمة والولايات، وتسلل عناصر مسلحة إلى داخل مكان الاعتصام وحوله، واستهدافها الجيش والدعم السريع، وقتلها عددا من الشباب السودانيين.وقد اعتبر محمد سيد أحمد سر الختم القيادى بقوى الحرية والتغيير أن المجلس العسكرى يتذرع بهذه الذرائع لتعليق التوصل لاتفاق نهائى كان مقرراتوقيعه خلال ساعات، وقال: يبدو أنها محاولة للهروب من الاتفاق، إنها تبريرات غير مقبولة، ندعو المجلس العسكرى لمواصلة الحوار وتسليم السلطة للشعب، وأعرب عن اعتقاده بوجود ضغوط أو تهديدات للمجلس من فلول النظام السابق، ومن أسماهم قوى الردة فى إشارة إلى بعض القوى المتطرفة التى تتجمع تحت لافتة نصرة الشريعة. وأضاف سر الختم فى تصريحات لمندوبة «الأهرام» : لم نوجه الثوار لإقامة المتاريس الإضافية، بل نحن ضدها، وقد عطلت وصول الطعام للثوار فى ساحة الاعتصام. أما محمد حمد سعيد الأمين السياسى لقوى نداء السودان إحدى مكونات قوى الحرية والتغيير فقال ل «الأهرام» : كان هناك اتفاق ليقتصر الامر على ساحة الاعتصام الرئيسية، وكنا كقوى الحرية والتغيير نعمل من أجل ذلك، لكن الاعتصام نفسه لن يفض مالم نصل إلى اتفاق نهائى.ومن جانبه، قال محمد الأسباط المتحدث باسم تجمع المهنيين: يبدو أن المجلس يريد التراجع عن اتفاقه مع قوى الحرية والتغيير. وقال أمجد فريد وهو أحد المتحدثين باسم تجمع المهنيين السودانيين نحمل المجلس العسكرى مسئولية الهجوم على المدنيين. ما يتم الآن هى أساليب النظام السابق فى تعامله مع الثوار. وأدى إطلاق نار مساء أمس الأول حول مكان اعتصام المتظاهرين فى الخرطوم إلى قيام المجلس العسكرى الانتقالى الحاكم فى السودان بتعليق الجولة الأخيرة من مباحثاته مع قوى الاحتجاج بشأن الفترة الانتقالية لمدة 72 ساعة لتهيئة المناخ للحوار، حسب بيان ألقاه الفريق عبد الفتاح برهان رئيس المجلس فى التليفزيون الرسمي. وكان من المفترض أن يعقد المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير الجلسة النهائية للمفاوضات بشأن الفترة الانتقالية وتشكيل ثلاثة مجالس للسيادة والوزراء والتشريع لإدارة البلاد خلال هذه المرحلة. وقد أخلت آخر مجموعة من المعتصمين موقعها على بعد خطوات من القصر الرئاسى بشارع النيل فى وسط العاصمة السودانية الخرطوم بعد تدخل مباشر من قوى الحرية والتغيير المعارضة ، لتكون بذلك قد أزيلت جميع الحواجز التى وضعت منذ يومين فى الطرق والجسور الرئيسية فى العاصمة.