يحسب للرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة، الذى أعلن استقالته أمس، أنه صانع السلام ومهندس المصالحة الوطنية فى بلاده لفترة طويلة، حيث قام بدور كبير فى إنهاء الحرب الأهلية فى بلاده، التى عرفت باسم العشرية السوداء، قبل أن يتحول إلى رئيس فائق النفوذ، ثم يصاب بالمرض ويضعف، حتى يجبر على الاستقالة تحت ضغط الشارع،. وقد لعب الرجل دورا مفصليا فى بلاده على مدى عقود من العمل النضالى والسياسي، منذ توليه وزارة الشباب . قبل أن يصبح أصغر وزير للخارجية فى العالم وهو فى ال26 من العمر. ولد بوتفليقة رئيس الجزائر العاشر عام 1937، وبعد اتمام دراسته الثانوية فى التاسعة عشرة، التحق عام 1956بصفوف جيش التحرير الوطنى الجزائري، وتولى مهام عسكرية فى عام 1958حتى عام 1960، ثم التحق بهيئة قيادة أركان الجيش الجزائرى وهيئة قيادة الأركان العامة وألحق عام 1960 فى قيادة وحدات الجيش الجزائرى على الحدود الجنوبية. وفى السادسة والعشرين ليصبح أصغر وزير خارجية فى ذلك الوقت. ويستمر الصعود الصاروخى للشاب المعجزة لينتخبه مؤتمر حزب جبهة التحرير فى عام 1964 عضواً فى اللجنة المركزية، وعضوا فى المكتب السياسى للحزب شارك بصفة فعالة فى انقلاب 19 يونيو من عام1965،وبعد وفاة الرئيس هوارى بومدين، وبحكم العلاقة الوطيدة التى كانت تربطه به، ألقى كلمه الوداع. وأصبح هو الهدف الرئيسى لسياسة محو آثار الرئيس هوارى بومدين. وقام بتنفيذ برنامج واسع لتعزيز الاستقرار فى الدولة الجزائرية، من خلال إصلاح هياكلها ومهامها ثم فاز بوتفليقة بفترة رئاسية رابعة فى 2014، وكان يستعد لولاية أخرى جديدة فى 2019، لكن مع استمرار ضغط الشارع الجزائرى والمظاهرات، اضطر الرئيس بوتفليقة إلى الإعلان عن استقالته.