المصادفة وحدها هي التي قادت الشاب السكندري مينا زكي عاشق تراث وشوارع الإسكندرية للكشف عن لوحة مثيرة علي جدران مدرسة بلقيس بشارع فؤاد بوسط المدينة عل ارتفاع 3 أمتار ومساحتها لا تتعدي النصف متر مكتوب عليها تعريفة ركوب العربات وتوضح أسعار عربات الركوب في الإسكندرية منذ ما يقرب من مائة عام. مينا زكي يشير إلى مكان اللوحة على العقار يقول مينا زكي إنه اعتاد على القيام بجولات سياحية في شوارع الإسكندرية التراثية والقديمة وأهمها شارع فؤاد ومنذ أيام لفتت نظره لوحة صغيرة معلقة علي جدار المدرسة فحاول قراءتها ليكتشف أنها لوحة غريبة من المعدن وسط أحجار المبني وتضم تعريفة مفصلة لركوب المواصلات في المدينة القديمة باللغتين العربية والفرنسية ولكن الغريب أنها كانت مقلوبة، ويضيف مينا: «أن اللوحة توضح أن العربات التي تعمل مدة لا تزيد عن عشر دقائق أجرتها 20 مليم «الجنيه يساوي 1000مليم»، والتي تزيد عن 20 دقيقة أجرتها 25 مليم و30 دقيقة أجرتها 30 مليما وما يزيد على الثلاثين دقيقة يحسب 20 مليم علي كل ربع ساعة للعربة المزدوجة أي التي تحمل فردين و15 مليما للفرد أي أن الساعة الأولي تكون بواقع 90 مليم والساعات التالية بواقع 80 مليم للعربة المزدوجة و60 مليم للعربة الفردية.. ويزداد على هذا الأجر من الساعة 11 مساء الى 6 صباحا 5 مليمات للعربة الفرد و10 للمزدوجة وتضاف 10 مليمات على الأجرة إذا أخذت العربة من داخل سور محطة القاهرة «محطة القطار الرئيسية»، وتوضح اللوحة أن حدود المدينة هى سراى راس التين وباب القبارى الكبير والشانزليزية «ترعة المحمودية»، ووابور المياه لغاية البحر.. وتوضح أيضا ان هناك تعريفة خصوصية من داخل الى خارج المدينة والعكس وتعريفة أخرى الى ضاحيتى الرمل وسيدى بشر. وتعد هذه اللوحة وثيقة خطيرة تؤكد أن الاسكندرية كانت تعرف نظام تأجير العربات الخاصة أو الليموزين منذ ما يقرب من مائة عام وهى عربات تجرها أحصنة وتذكر اللوحة أن أهم المناطق التى يتم التوجه اليها هى الكلوب البحرى وإسبتالية ( مستشفى ) الجيش الانجليزى وسراى نمره 3 وكازينو الإبراهيمية وأنطونيادس وجنينة النزهة وكنيسة الأروام وسان إستيفانو والمكس وفندق البوريفاج وكانت الأجرة تزيد مع طول مدة الإنتظار . وتقول الزهراء عادل عوض، مرشدة سياحية إن مبنى مدرسة بلقيس هو نفسه تراث معمارى يجب المحافظة عليه، فقد كان عبارة عن قصر اوجست لوزاتو باشا مدير بنك بالاسكندرية وصمم القصر فليبو بيني عام 1905 وهو يهودي إيطالي وزوجته استر لوزاتو كانت أول المتبرعين لتاسيس المعبد اليهودي بالنبي دانيال والقصر مكون من 4 ادوار منهم دور ارضي وبدروم تحت الأرض. ويبقى السؤال هو كيف وصلت لائحة ركوب السيارات الخاصة أو «الليموزين» بلغة هذا العصر الى جدران هذا القصر ومن وضعها ولماذا ؟ أسئلة تحتاج الى إجابة !