إعلان ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا الانتصار الأخير على داعش لا يمثل الحقيقة، أنه انتصار وهمى لم يقض على جذور المشكلة انه انتصار نسبى لا يعالج مشكلة التطرف فى سورياوالعراق وبقية العالم العربى والإسلامي. ما فعلته القوات الأمريكية لا يتمثل إلا فى تفكيك العراق وإزاحة صدام حسين وتغذية الصراع الطائفي، وخلق داعش من العناصر التى تم تسريحها من جيش صدام ومن الفئات المقهورة والمظلومة. وفى سوريا حدث المثل، لم تنجح الولاياتالمتحدة رغم جبروتها فى إزاحة نظام الأسد، تسببت فقط فى هجرة ما يقرب من 6 ملايين سورى وفى قتل مئات الآلاف، إتاحة الفرصة بدعم من بعض دول عربية لشن حرب عصابات. الآن يواصل الرئيس الأمريكى تغذية مصادر التطرف بمنحه إسرائيل هضبة الجولان وكأنه يمسك صولجان العالم بيمينه، وهو لا يدرى أنه يطلق فوهات الجحيم ليس فقط فى المنطقة وإنما فى العالم كله من المتضامنين مع حقوق سوريا ومن ملايين الفلسطينيين الذين يشعرون بالغبن منذ عام 1948 للاستيلاء على أرضهم ووطنهم، ومن المسلمين الذين ينتقلون من الاعتدال إلى التطرف، ومن إعطاء القدوة لليمين فى كل مكان من العالم للانقضاض على المسلمين المعتدلين واتهامهم بالإرهاب. لقد منحت رئيسة وزراء نيوزيلندا الفرصة أمام النخبة فى الغرب لتعلم كيفية التعامل مع التطرف والكراهية وإشاعة روح التسامح وقبول الآخر . الكرة ليست فقط فى ملعب الغرب وإنما فى ملاعب الدول العربية والإسلامية التى ينبغى لها إنهاء روح التعصب، إقامة قواعد حكم ديمقراطى يمنح العدالة والمساواة للجميع، و تطبيق معايير الشفافية والمحاسبية وتداول السلطة أمام الجميع. لمزيد من مقالات جمال زايدة