ليست الاتهامات بالفساد وحدها هى التى تهدد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو فى انتخابات 9 أبريل المقبل، بل هناك منافسه القوى بنيامين «بينى» جانتس رئيس الأركان الأسبق ورئيس حزب «المنعة لإسرائيل» الذى ترشحه أغلب الاستطلاعات للفوز برئاسة الحكومة الإسرائيلية والإطاحة بنيتانياهو. ومنذ عدة أيام دعا جانتس خصمه نيتانياهو للاستقالة من منصبه وذلك عقب اتهامه بالفساد من قبل المستشار القانونى للحكومة. وبينى جانتس أعلن خوضه الانتخابات الإسرائيلية المقبلة ضمن حزبه الجديد نهاية 2018، ولاحقا اتحد مع حزب «يوجد مستقبل» بقيادة يائير لبيد لخوض الانتخابات المقبلة، وهو من مواليد 9 يونيو 1959 فى منطقة كفر أحيم، ووالدته من يهود المجر وتدعى «ملكة» ووالده يدعى «نوحم جانتس» من يهود رومانيا، حيث هاجرا سويا إلى إسرائيل. جانتس متزوج من سيدة تدعى «روتيل» ولديه أربعة أبناء، وبدأ حياته العسكرية عام 1977، حيث انضم للواء المظليين وشارك فى عملية الليطانى بلبنان وفى عام 1979 تخرج فى مدرسة تأهيل الضباط وأصبح قائد فصيلة ثم قائد سرية فى لواء المظليين، وشارك فى تلك الفترة فى عملية اغتيال ثمانية من أعضاء «حزب الله» فى عملية خاطفة داخل العمق اللبناني. وقد سافر جانتس إلى الولاياتالمتحدة لتلقى فرقة وحدات خاصة وعاد إلى إسرائيل بعد اندلاع حرب لبنان الأولى وانضم إلى لواء المظليين الذى حارب فى لبنان وفى عام 1987 عين قائدا للكتيبة 890 فى لواء المظليين وفى عام 1989 قاد إحدى الوحدات التى شاركت فى إحضار عدة آلاف من يهود إثيوبيا إلى إسرائيل بمشاركة سلاح الطيران الإسرائيلى وشركة «العال» الإسرائيلية. وفى عام 1992 عين قائدا للواء المظليين وفى عام 2002 عين قائدا للمنطقة الشمالية وفى 2005 تولى قيادة القوات البرية، وفى الفترة من 2007 إلى 2009 عمل ملحقا عسكريا لإسرائيل فى الولاياتالمتحدة وبعد عودته تولى منصب نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلى حتى عام 2010، وفى فبراير 2011 تولى رئاسة هيئة الأركان. كتب عنه ألوف بن فى صحيفة «هاآرتس»: ان بينى جانتس أثبت أنه يشكل ندا قويا وبديلاً لرئيس الوزراء نيتانياهو وليس من قبيل المبالغة القول إنه لأول مرة منذ عشر سنوات تطرح المعارضة الإسرائيلية أمام رئيس الوزراء شخصا له تجربة لا تقل عن التجربة التى منحت نيتانياهو أفضلية على منافسيه حتى الآن. ويضيف ألوف: جانتس تفوق حتى الآن على غالبية المنافسين لنيتانياهو، ولا يعود تفوق جانتس عليهم إلى تجربته العسكرية والدبلوماسية فقط إنما أيضا إلى توجيهه النقد الحاد والدقيق إلى رئيس الوزراء وعائلته وأنصاره وأصدقائه الأثرياء وحلفائه من اليهود الحريديم المتشددين دينيا . وفى المؤتمر الذى عقده حزبه فى تل أبيب، قال جانتس ان الناخب الإسرائيلى يجب أن يختار بين نيتانياهو قبل كل شيء أو إسرائيل قبل كل شيء، ورد عليه نيتانياهو قائلا إن مواطنى إسرائيل سيختارون بين حكومة يمين قوية برئاستى أو بين حكومة يسار ضعيفة برئاستك. وقد أظهرت استطلاعات الرأى الأخيرة فى إسرائيل أن حزب «كحول لفان» (أزرق وأبيض نسبة لألوان العلم الإسرائيلي) الجديد الذى جاء نتيجة اتحاد حزبى «المنعة» لإسرائيل بزعامة جانتس و«يوجد مستقبل» بزعامة يائير لبيد يتفوق على حزب الليكود بزعامة نيتانياهو، وفى حال تمت الانتخابات اليوم سيفوز ب 36 مقعدا فى حين سيحصل حزب الليكود على 30 مقعدا. واتفق جانتس ولبيد على ان هدف الشراكة بينهما تغيير الحكم القائم بزعامة نيتانياهو ورأب الصدع الذى نشأ بين أطياف المجتمع الإسرائيلى فى عهده، وكان رد نيتانياهو عليهما أنهما يفتقدان الخبرة السياسية لمواجهة التحديات التى تواجه إسرائيل وانهما ينتميان إلى اليسار السياسى وهدفهما إقامة دولة فلسطينية. ولم تتوقف الحرب الكلامية بينهما خلال الأيام الأخيرة، حيث هاجم جانتس نيتانياهو قائلا: حينما كنت أنا قائدا لوحدة عسكرية أزحف فى الوحل مع جنودى فى البرد القارس، تركت انت إسرائيل وذهبت لتعلم اللغة الانجليزية لاستخدامها فى حفلات الكوكتيل الفاخرة، وجاء رد نيتانياهو على جانتس قائلا: عليك أن تخجل من نفسك لقد كنت جنديا فى وحدة الكوماندوز ثم ضابطا وخاطرت بحياتى أكثر من مرة من أجل إسرائيل، واصبت خلال معركة مع مسلحين وكدت أفقد حياتى فى الحرب .