لم يقتصر تكريم مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية على الفنان لطفى لبيب، لكن إدارته حرصت أيضا على تكريم الفنانة هالة صدقى التى قدمت مشوارا فنيا نجحت فيه فى أن تصنع لنفسها شكلا معينا لتتلون شخصياتها ما بين الكوميدى والتراجيدى والرومانسي، وبرغم ذلك يرى البعض أنها تعرضت للظلم بسبب وضع المخرجين لها فى منطقة المرأة التى تنحدر من عائلة أرستقراطية، قبل أن تتمرد من جديد ونراها فى شكل مختلف من خلال مسلسل «ونوس» بطولة يحيى الفخراني. تقول هالة صدقى ل «الأهرام» إن التكريم الذى نالته فى المهرجان تعتبره فريدا من نوعه وله طابع خاص، مشيرة إلى وجود العديد من الفنانات صاحبات مشوار فنى ثرى ولكن لم يحصلن على ما يستحقونه. وأضافت أنها عندما تلقت اتصالا من إدارة المهرجان لتكريمها فى هذه الدورة بشرم الشيخ سعدت كثيرا لأنها تعتبر هذه المدينة بيتها الذى تقضى فيه أغلب عطلاتها مع عائلتها، لما تتمتع به من مناظر خلابة، وجبال رسمتها الطبيعة. وأضافت أن هذا التكريم مختلف أيضا لأنه فى دورة تحمل اسم الفنانة الراحلة سعاد حسنى التى كانت السبب الأساسى فى دخولها إلى عالم الفن، مؤكدة أنها تملك موهبة ذهبية وعندما كان يعرض لها فيلم جديد كان لا يستطيع أحد توقع الشخصية التى ستقدمها وذلك لتنوعها فى أداء أدوارها واختياراتها، فهى فنانة غير متوقعة ولم تتقوقع فى شكل محدد لكونها قادرة على تجسيد الكوميديا، والتراجيديا، والإغراء، والأم، والأب، والطفلة وغيرها من الأدوار المميزة. وأشارت فى تصريح ل «الأهرام» إلى أنها أصيبت بالاكتئاب بعد وفاتها، لأن السينما المصرية لن تعوض هذه الفنانة المبدعة، فهناك العديد من الأجيال التى تعلمت منها كل شىء، ولكن لن يشبهها أحد ولن تعوض على مدى جميع الأجيال المقبلة، متمنية أن تنال حقها خلال السنوات المقبلة فى التكريمات. وأعربت هالة عن حزنها لحصر المخرجين لها فى منطقة واحدة هى الكوميديا فرغم صعوبتها إلا أن البعض يراها شيئا تافها لا قيمة له، بل ويرون أن الفنان الكوميدى لا يبذل مجهودا حتى ينال تكريما، ولكن هذا تفكير خاطئ لأنه من الصعب إضحاك من أمامك خاصة أن الشعب المصرى دمه خفيف بطبعه ولذلك إضحاكه صعب. وتابعت قائلة «إن المخرج الراحل عاطف الطيب لو كان موجودا حتى الآن لكان غير فى مشوارى الفنى وأصبحت بين نجمات الصف الأول»، لأنه كان يضعها فى مناطق مختلفة عن الجميع، وهذا ظهر بوضوح خلال فيلم «الهروب» إذ رسم لها شخصية الراقصة التى ترتدى بذلة رقص بها لمعة، وطريقة تحدث مختلفة وذلك لأنه وجد فيها فنانة ذات قدرات لم يستغلها أحد. وأضافت أنها لا تغضب من كونها بطلة ثانية فى فريق العمل لأن الدور الثانى عادة ما يكون أقوى من الأول لتأثيره فى العمل السينمائي، وعلى سبيل المثال الفنان الراحل محمود المليجى كان دائما ما يجسد الدور الثانى إلا أنه فى الوقت نفسه يعتبر نجم العمل لقدرته على أن يضفى جاذبية لهذا الدور ، وتاريخه الطويل شاهد على ذلك، وبالتالى فهى لا تقلق من حصرها فى هذه المنطقة، مطالبة المنتجين بوضعها فى مناطق تمثيلية أخري، ومنحها فرصة البطولة التى تستحقها منذ سنوات طويلة. وأشارت إلى أن هناك العديد من الأعمال التى أضافت لها مثل «يا دنيا يا غرامي» بطولة ليلى علوى وإلهام شاهين، وهو من أقرب الأفلام إلى قلبها، ولم تحز الشخصية التى تقدمها إعجابها فى البداية ولكنها وجدت بعد ذلك أنها ستضيف لها العديد من النقاط لتستمتع بها وهى تقدمها على الشاشة وبالفعل ارتدت ملابس الشخصية وعاشت فيها وبإحساسها لتخرج بهذا الشكل.