رصيدك لدى شركة المحمول هو بمثابة حساب بنكي، لا يحق لأحد أن يسحب منه دون موافقتك، لكن وببساطة شديدة توصلت إحدى شركات المحمول إلى حيلة جهنمية تمكنها من سحب رصيدك لديها دون موافقتك، عن طريق إشراكك في خدمة الكول تون أو رسائل الحظ والأبراج أو الأدعية، فمثلا تأتيك رسالة نصها »أنت الآن تستمع بكول تون لمدة يوم ببلاش، برجاء العلم أنه بعد انتهاء الفترة المجانية سيتم خصم ثلاثة جنيهات« أو اشتراكك في خدمة أخرى لمدة ثلاثة أيام وبعدها سيتم خصم جنيه يوميا، وبدلا من أن تخيرك الشركة بجملة: للاشتراك في الخدمة اضغط كذا، تجد نفسك أمام عبارة: لإلغاء الخدمة أطلب كذا، وحتى عندما تطلب الكود الموضح للإلغاء تفاجأ بأنه يتم الخصم من مبلغ الرصيد. وكأن الشغل الشاغل للشركة هو سحب رصيدك بأي طريقة سواء رفضت أو قبلت، والطبيعي أنه لا يجوز لشركة المحمول أيا كانت أن تقحمك في أى خدمة دون موافقتك، وإن أصرت على إرسال رسائل الاشتراك في الخدمات لعملائها، فحفاظا على سمعتها يتحتم عليها أن تقدم لهم العرض وتترك لهم حرية الاختيار بين الرفض أو القبول. فلك أن تتخيل كم مليون مواطن على درجات متفاوتة في التعامل مع التكنولوجيا تنهال عليهم تلك الرسائل الخادعة وأنهم لا يعرفون كيف يتم إلغاؤها، أو حتى الاستفادة منها، فما بالك بأناس أقصى معرفتهم في التعامل مع المحمول هو الضغط على زر الاتصال أو إنهاء المكالمة. فمن يحمى رصيد المواطن الشقيان من الضياع؟، وهل ينقذ جهاز تنظيم الاتصالات العميل ويعوضه عما أخذ منه دون وجه حق، أم يتركه يقع فريسة في فخ رسائل سحب الرصيد. لمزيد من مقالات أحمد الأترجى