تظل صناعة الطيران من أكثر الصناعات حساسية لأي أزمات أو مخاطر, الأمر الذي يجعل العاملين بها يعيشون في قلق شبه دائم نظرا لحساسيتها المفرطة تجاه أي أحداث أيا كانت نوعيتها, حيث تنعكس آثار هذه الأحداث سريعا علي قطاع الطيران بأكمله. ومع عالمية هذه الصناعة فإن ما يحدث في أي بقعة من بقاع العالم تمتد آثاره إلي معظم شركات الطيران في بقية دول العالم, ومن هنا فإن التحديات التي تواجهها صناعة النقل الجوي المصري كثيرة ومتنوعة ما بين تحديات خارجية تتأثر بكل ما يمر به العالم من أحداث وأزمات أيا كانت سياسية أو اقتصادية أو صحية وحتي الطبيعة الغاضبة, ناهيك عن الضغوط التشغيلية وارتفاع التكاليف والتي لا تنتهي من ارتفاع اسعار الوقود التي تشكل عبئا ثقيلا علي شركات الطيران, أو الرسوم والضرائب المفروضة علي أنشطة الطيران, وآخرها ضريبة الكربون التي فرضها الاتحاد الأوروبي علي شركات الطيران العالمية التي تنظم رحلات الي أوروبا وكذلك المنافسة الشرسة والتي قد تكون غير عادلة أحيانا إلي جانب تكاليف الإجراءات الأمنية التي تفرضها الدول والمطارات.. كل هذه التحديات وغيرها تشكل أعباء كبيرة علي صناعة النقل الجوي المصري, فما بالنا لو تعرضت هذه الصناعة إلي سلسلة من التحديات الداخلية إلي جانب الخارجية منها ليشكلا معا جبهة قوية للضغط علي هذا النشاط الحيوي, بل وعلي مستقبل هذه الصناعة التي هي بطبيعتها هشة ولا يتجاوز هامش ربحها 2% في أفضل الظروف ومن بين الضغوط الداخلية التي تتعرض لها منظومة الطيران المصري الأزمة التي تتعرض لها حاليا وهي تراجع الإيرادات في الفترة الماضية في ظل الظروف التي مرت بها البلاد ومما يشكل تحديا كبيرا أمام وزير الطيران المدني سمير إمبابي والذي تؤهله خبراته الطويلة في هذا المجال والتي تصل الي 37 عاما قضاها ما بين أسرة الطيران المدني للنهوض بهذا المرفق الحساس والبحث عن حلول غير تقليدية واتخاذ إجراءات من شأنها استعادة الحركة الجوية والسياحية الي مصر, مع استمرار منظومة التطهير, وهو ما يتطلب من جميع العاملين بقطاع الطيران تحمل المسئولية والعمل بجد لكي نجتاز هذه المرحلة الصعبة, أيضا هناك مطالب العاملين وهو ملف شائك يحتاج الي معالجة متأنية تحقق مطالب وطموحات العاملين بالطيران المدني بمختلف تخصصاتهم. ولكن ذلك يجب أن يتواكب مع زيادة العطاء واستمرار ادائهم داخل منظومة العمل بنفس الروح التي سادت بينهم في الأيام الأولي لثورة 25 يناير, وحينها مع تزايد الحركة وتنامي الإيرادات يمكن ان تتحقق كل المطالب والطموحات لهم, ومن هنا فإن المسئولين وفي مقدمتهم وزير الطيران مطالبون بالاستماع الي آراء ومطالب ومقترحات العاملين العاملين للنهوض بالقطاع وتحقيق الممكن منها في ضوء الإمكانات المتاحة, ولكن العاملين مطالبون ايضا بمراعاة الظروف التي تمر بها البلاد عامة وصناعة الطيران في مصر خاصة عند طرح مطالبهم والتي نثق أنها ستراعي هذه الظروف وحينها ستكون هناك نقاط عديدة للالتقاء والارتقاء بمنظومة العمل التي تحتاج الي تضافر الجهود من الجميع لمواجهة هذه التحديات الداخلية والخارجية للنهوض بهذا المرفق القومي والحفاظ علي مكانته التي وصل اليها اقليميا وعالميا.