يبدو أن صناعة النقل الجوي لم تعد تستطيع بوجه عام أن تنعم بفترة طويلة بدون أزمات, فما تكاد تخرج من أزمة حتي تدخل في أخري بهذه الكلمات لخص عبد الوهاب تفاحة أمين عام الاتحاد العربي للنقل الجوي الأكو حال هذه الصناعة الحساسة في بداية حديثه ل عالم المطارات. حيث تناول فيه العديد من القضايا التي تواجه شركات الطيران العالمية وتؤثر بالطبع علي الشركات العربية مشيرا إلي أن أحدا لم يكن ليتوقع ما يشهده الطيران المدني من أزمات متلاحقة منذ أحداث سبتمبر 2001 فما كادت شركات الطيران تخرج من الأزمة المالية العالمية خلال 2010 حتي دخلت مجددا مع بداية عام 2011 في سلسلة من الأزمات العالمية والاقليمية استنفدت خلالها هذه الشركات تقريبا كل ما تملك من وسائل لاعادة الهيكلة وترشيد النفقات, وبالإضافة إلي ذلك تواجه شركات الطيران, كما يقول تفاحة تكاليف مرتفعة خاصة بأسعار الوقود إلي جانب عنصر جديد في التكاليف, وهو (تجارة الانبعاثات) التي بدأ الاتحاد الأوروبي تطبيقها أوائل يناير الماضي, كما أن صناعة الطيران مطالبة, بالتعامل مع ارتفاع التكاليف الخارجة عن سيطرتها وأهمها الضرائب والرسوم التي تفرضها الحكومات, وهي تؤثر تأثيرا مباشرا علي أسعار التذاكر والشحن الجوي إلي جانب أن هذه الشركات تعمل في إطار تنظيمي لم يتطور بشكل يواكب التطورات التي حدثت قي قطاعات اقتصادية أخري! وهناك الأوضاع السياسية الدولية. وأوضح الأمين العام ل الاكو بأن ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تغييرات في ظل ثورات الربيع العربي, بالاضافة الي العوامل السابقة ستؤدي إلي مرور صناعة النقل الجوي مجددا بفترة صعبة, فالأوضاع الاقتصادية العالمية, واستسهال بعض الحكومات الضغط سلبا علي قطاعي السياحة والطيران عبر زيادة الضرائب والرسوم المكلفة والقواعد التنظيمية التي قد تمنع شركات الطيران من التكتل معا بهدف الحد من تعرضها للأزمات... هذه الأوضاع مجتمعة ستتضامن لإنتاج وضع صعب لصناعة الطيران, وهو ما يتطلب من شركات الطيران تبني خطط استراتيجية وتكتيكية لمواجهة هذه الظروف, وأيضا الحكومات مطالبة بالتخلي عن سياساتها غير الداعمة للصناعة. وعن سوق النقل الجوي العالمي قال إن النظرة إليه في السابق كانت تعتبر أن تحرير الأجواء, والمنافسة وأسعار الوقود, والتسهيلات الائتمانية تأتي في مقدمة الاهتمامات, وكان المسافرون في أسفل القائمة بالنسبة لسوق النقل الجوي, ولكن الوضع حاليا تغير الآن بشكل كامل, حيث أصبح المستهلك أو الراكب هو محور الاهتمام الرئيس, ويأتي في المقدمة أما بقية العوامل الأخري, فتحولت إلي أدوات تتمكن من خلالها شركات الطيران العالمية من تلبية احتياجات ومطالب المسافرين أيا كانت هويتهم, هذا المسافر أصبح صاحب القرار في صناعة الطيران, وهذا ما حتم علي شركات الطيران أن تكون خلاقة, وفرض التغيير علي استراتيجياتها, أما عن المشهد التنافسي العالمي العالمي في أسواق النقل الجوي فإن هناك ثلاثة تحالفات كبري كما يقول تهيمن الآن علي هذا المشهد, حيث وصلت الحصة الاجمالية لهذه التحالفات في سوق الطيران العالمي إلي نحو 70% بما يؤثر علي المنافسة في اسواق النقل الجوي ويضع شركات الطيران امام تحديات كبيرة