احتفلت منظمة الأممالمتحدة، للمرة الأولى في تاريخها، باليوم العالمي لطريقة الكتابة «برايل»، وذلك فى الرابع من يناير الماضى، حيث يوافق ذكرى ميلاد المخترع الفرنسى لويس برايل عام 1809. وقد شاء القدر أن يجمع شهر يناير بين عيد ميلاد لويس برايل، وذكرى وفاته، لنجد أنفسنا وجها لوجه أمام ذلك المخترع العبقرى، الذى عاش فى عالمنا منذ مائتى عام، وقدم لنا اختراعه العظيم، ليكون بمثابة نقطة تحول فى حياة ملايين المكفوفين حول العالم. وطريقة «برايل» باختصار؛ هى طريقة للكتابة والقراءة، تعتمد على استخدام 6 نقاط بارزة، تتشكل من خلالها جميع الحروف والأرقام والعلامات بمختلف اللغات، ويمكن لأي شخص أن يقرأها عن طريق اللمس. وقد تطورت أساليب الكتابة، ابتداء من الكتابة اليدوية، حتى ظهور الأسطر الالكترونية، التى تجمع بين التعامل مع الكمبيوتر واستخدام «برايل». وقد لاحظنا فى الفترة الأخيرة قلة اهتمام بعض أولياء أمور الطلاب المكفوفين بتعليم أبنائهم طريقة «برايل»، كما ظهرت بعض الآراء التي تدعو إلى الاستغناء عن تلك الطريقة باعتبارها وسيلة تواصل بين المكفوفين فقط، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الورق والطباعة، وبالتالي فإنهم يفضلون استخدام الملفات الصوتية، والكتابة على الكمبيوتر. وإذا كنا نتفق على أهمية الكمبيوتر باعتباره عصب الحياة، خصوصا بالنسبة للمكفوفين، فإن ذلك لا يقلل من أهمية تعلمها، باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي تجعل الشخص الكفيف يقرأ بنفسه، ولا يعتمد فقط على الاستماع، مما يجعله قادرا على أن يلقي محاضرة، أو يقرأ نصا إذاعيا، أو يكتب الأسماء على الأدوية، ...إلخ ، بالإضافة إلى أن القراءة تنمي مهارات اللغة والإملاء أكثر من الاستماع، ولا ننس أبدا أن طريقة برايل هي الوسيلة الأساسية التي يستخدمها الأشخاص الذين يجمعون بين الإعاقة البصرية والسمعية. وأخيرا .. فإن علينا استخدام طريقة «برايل» وفقا لمقتضيات العصر، والتوسع في توفير الأسطر الالكترونية، والاهتمام بعمل الصيانة اللازمة للطابعات وتوفير الأوراق، والأهم من كل ذلك أن يحرص كل شخص على اكتساب جميع المهارات التي تجعله قادرا على التكيف مع أي ظروف يتعرض لها.