المؤتمرات الوطنية للأحزاب تشكل فرصة فريدة للمرشحين الرئاسيين الأمريكيين لإقناع الناخبين برؤيتهم, ولإزالة النقاط الغامضة بشأن هويتهم وتاريخهم العملي وخططهم لتنفيذ برامجهم وكيفية تعاملهم مع التحديات الخارجية. في كل هذه النقاط خرج المرشح الجمهوري ميت رومني من مؤتمر الحزب دون أن يزيل علامات الا ستفهام من حوله. الناخب الأمريكي كان يريد أن يعرف هل سيحكم رومني من واقع تجربته البراجماتية الناجحة كحاكم لولاية ماساتشوسيتس حيث طبق برنامجا اصلاحيا للرعاية الصحية, أم سيحكمها كرئيس تنفيذي لشركة أسهم حققت أرباحا بتقويض شركات وتصدير فرص العمل للخارج, أو ستغلب عليه النزعة الأيديولوجية للجناح المتطرف في الحزب الذي يريد انهاء دور الدولة ولكنه لم يحصل علي إجابة قاطعة. الناخب أيضا لم يعرف كيف سيحقق رومني التوازن في الميزانية, ويخفض الضرائب علي الأغنياء, ويوجد12 مليون فرصة عمل, ويخفض الإنفاق العام مع زيادة الإنفاق الدفاعي دون المساس ببرامج رعاية كبار السن. الكل يدرك استحالة تحقيق هذه الأهداف المتناقضة لكن تساؤلاتهم قوبلت بالصمت. السياسة الخارجية لم تستغرق أكثر من ثلاث دقائق في خطاب رومني لكنها أظهرت تردده ورغبته في إرضاء ثلاثة اتجاهات متصارعة داخل الحزب جناح الواقعيين الذين يتمسكون بتفرد أمريكا ويريدونها أن تقود من الأمام للدفاع عن الحريات والتجارة الحرة, وجناح المحافظين الجدد الذين يريدون خوض المزيد من الحروب, وجناح حفل الشاي الداعي إلي العزلة. رومني أمسك بالعصا من النصف فاعتبر روسيا عدوا استراتيجيا وتعهد باعتبار الصين مناورة في العملة من اليوم الأول, وبالغ في عروض دعمه لإسرائيل و لم يقدم مفتاحا لكيفية التعامل مع تيار التغيير الثوري والإسلامي في الشرق الأوسط. رغم تعثر أوباما في حملته فإن فشل رومني في إنهاء الغموض حوله يعني أن السباق بينهما سيكون علي حد الشفرة حتي آخر لحظة. المزيد من أعمدة سجيني دولرماني