► خبراء الأرصاد: الاحتباس الحرارى والملوثات الصناعية وانحسار المساحات الخضراء أهم الأسباب فى التغيرات المناخية ► رئيس الهيئة : لجنة لدراسة تغيير وصف مناخ مصر ► رئيس قسم الصدر بطب الأزهر :التطعيم بلقاح الأنفلونزا كل عام ولقاح الالتهاب الرئوى كل 4 سنوات ضرورة ► خبراء المناخ: موجة البرد والأتربة الرملية لن تكون الأخيرة وهناك أخرى قادمة ► نقيب الصيادين: ارتفاع الأمواج فى البحر المتوسط منع المراكب من النزول للبحر ► الإدارة العامة للمرور: تنسيق مستمر مع الأرصاد لمتابعة حركة العواصف ونشر فرق إنقاذ سريعة على الطرق «يسود اليوم طقس بارد على شمال البلاد حتى شمال الصعيد معتدل على جنوب الصعيد نهارا شديد البرودة ليلا، بينما تتكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة على شمال البلاد يصاحبها سقوط الأمطار على السواحل الشمالية تمتد للوجه البحرى والقاهرة»، لم يخطر على بال أحد أن النشرة الجوية التى اعتدنا على سماعها وتمر علينا مرور الكرام ستكون الأهم فى حياتنا ونحرص جميعا على التأكد مما يخبرنا به خبراء الأرصاد الجوية فى ظل موجة البرد الشديدة والأتربة والرمال التى شهدتها مصر الأسبوع الماضي، وأطلت علينا أسئلة كثيرة ما أسباب التغيرات التى طرأت على المناخ والطقس على غير ما اعتدنا عليه فى السنوات الماضية، وهل ستتكرر هذه الموجة مرة أو مرات أخرى خاصة أن فصل الشتاء ممتد وينتهى جغرافيا فى 20 مارس المقبل، وكيف يحتاط مرضى حساسية الصدر والجيوب الأنفية ومرضى الربو وأصحاب المناعة الضعيفة والأمراض المزمنة، وهل هناك نصائح مرورية يجب اتباعها فى الطرق التي. شهدت حوادث مروعة بسبب سوء الأحوال الجوية ، وهل تستمر موجة البرد والرياح التى وصلت سرعتها الى 50 عقدة فى الساعة فى البحر المتوسط ومنعت الصيادين من ركوب البحر وممارسة الصيد والبحث عن أرزاقهم وأغلقت الموانئ نتيجة ارتفاع الأمواج إلى 5 أمتار حتى تهدأ العواصف والأمواج.. كل هذه التساؤلات طرحناها على خبراء الأرصاد والمرور والصحة والصيادين لنستعد لمواجهة موجة البرد والصقيع والرياح والأتربة القادمة كى نحمى أنفسنا من قسوة برد الشتاء. يقول الدكتور على قطب أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق وخبير الأرصاد الجوية، إن طبيعة المناخ تغيرت نتيجة التدخل البشرى على مستوى العالم كله وليس مصر فقط واختلفت حدة هذه التغيرات من حيث عنف الظاهرة الجوية ومن منطقة إلى أخرى نتيجة الثورة الصناعية والملوثات وتجريف الاراضى الزراعية وانحسار الزراعات الخضراء التى كانت تمتص الأتربة وتمنحنا الأوكسجين الذى نتج عنها وأثرت على طبيعة المناخ فى العالم كله، وأن مصر من الدول الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية. وهذا ما دعا هيئة الأرصاد الجوية إلى بحث ودراسة وصف مناخ مصر بعد التغيرات المناخية ، خاصة أن فصل الشتاء هذا العام تميَّز بعواصف ترابية ورملية وانخفاض درجات الحرارة الصغرى مقارنة بالعام الماضي. وأرجع قطب شدة هذه التقلبات فى المناخ إلى موجة الهواء البارد القادمة من الصحراء الغربية لمصر حيث تكون محملة بكمية كبيرة من الرمال والأتربة بالإضافة إلى تأثر مصر بساحل البحر المتوسط المتصل مباشرة بجنوب القارة الأوروبية. والتقلبات التى تتعرض لها البلاد من موجات شديدة البرودة مصحوبة بأتربة ورمال هى موجات طبيعية تحدث فى هذا التوقيت من كل عام ولكن تختلف شدتها مع اختلاف عناصر هذه الموجات وشدتها و من الطبيعى أن تحدث هذه الموجة لمدة يومين إلى أربعة أيام يعقبها سقوط أمطار على السواحل الشمالية والوجه البحرى والقاهرة ستكون الأمطار عليها خفيفة وسيشهد المناخ تحسنا تدريجيا فى الأحوال الجوية يبدأ اليوم ، ونبه قطب إلى أن موجة البرد والأتربة الرملية لن تكون الأخيرة فى فصل الشتاء وستكون هناك موجات أخري تختلف حدتها باختلاف عناصرها من حيث قوة الرياح والأتربة .
لجنة كبري الدكتور أحمد عبد العال رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية يشير إلى أن ظاهرة الاحتباس الحرارى والملوثات الصناعية وانحسار الزراعات الخضراء أدت إلى تغيرات مناخية أثرت على العالم كله وليس مصر فقط، وعن سبب الرياح المثيرة للرمال والأتربة، قال إن مرور مرتفع سيبيريا على الصحراء الغربية تسبب فى إثارة الرمال والأتربة لأن مرتفعات سيبريا شديدة البرودة . وأشار إلى أن الرطوبة فى الصيف الماضى لم تقل عن 80% علما بأنها منذ عامين كانت تتراوح ما بين 45% و 50% و كانت درجات الحرارة تصل إلى 33 درجة مئوية فى الشتاء الماضي. وأكد عبد العال أن اليوم سيشهد نهاية موجة الرياح والأعاصير والرمال والعاصفة التى ضربت البلاد منذ الأحد الماضي، والتى تمثلت فى رياح غربية وجنوبية غربية والتى صاحبتها سقوط أمطار على بعض المحافظات. وسيبدأ التحسن فى الأحوال الجوية، وسيشهد الطقس تحسنا تدريجيا، وأول الأسبوع ستهدأ الرياح على أغلب الأنحاء على مستوى الجمهورية، مشيراً إلى أن حالة الطقس ستعود إلى معدلها الطبيعى بداية من غد، لافتا إلى أنه من المتوقع أن تتعرض البلاد لموجات أخرى خلال الأسابيع المقبلة كوننا نعيش فصل الشتاء . وأشار رئيس هيئة الأرصاد الجوية، إلى أن هناك لجنة كبرى مشكلة من قبل الهيئة تضم علماءها لبحث إمكانية تغيير وصف مناخ مصر فى ظل التغيرات المناخية التى أثرت على العالم كله ومنها مصر. وسوف تعقد اللجنة اجتماعات مستمرة لبحث مدى تأثير التغيرات المناخية التى لحقت بالعالم ومصر ومدى تأثير ذلك على مناخ مصر والذى يوصف بأنه حار جاف صيفا ومعتدل ممطر شتاء.
الحذر على الطرق من جانبه قال المقدم أحمد شورى مدير الإعلام و العلاقات العامة بالإدارة العامة للمرور إن إدارة المرور تنسق بصفة مستمرة مع هيئة الأرصاد الجوية لمتابعة حركة العاصفة الترابية على الطرق، وتجهيز رجال المرور على الطرق لإجراء عمليات غلق أو تحويلات لمنع وقوع الحوادث المرورية أو ظهور أى معوقات سواء أعطالا أو مصادمات، وتكثيف القوات على الطرق للاستعداد لتحذيرات الأرصاد الجوية بعد ظهور رياح محملة بالأتربة على الطرق السريعة والزراعية والساحلية والصحراوية والإدارة العامة للمرور برئاسة اللواء عصام شادى مساعد الوزير للمرور، نشرت إرشادات عامة وتعليمات لقائدى المركبات أثناء السير أعلى الطرق والمحاور والميادين، يجب التزام قائدى السيارات بها حرصا على سلامتهم، للوقاية من أخطار الحوادث المرورية، ومنع وقوع أى ضحايا نتيجة العاصفة الترابية التى تضرب المدن والطرق المؤدية لها، وعدم الانشغال بغير الطريق، لعدم فقدان التركيز، مع ترك مسافة الأمان الواجبة بين السيارات، بحيث لا تقل عن 4 أمتار لكل 10 كم فى السرعة من «40-50 مترا» بسرعة 100 كم، مع مضاعفة هذه المسافة فى الأحوال الجوية السيئة «أمطار، ضباب، عواصف»، حيث تم تخصيص رقم للطوارئ والإغاثة لسائقى السيارات وهو 01221110000. وأشار مدير الإعلام والعلاقات بالإدارة العامة للمرور الى أن إدارة المرور ناشدت المواطنين الأسبوع الماضى بتوخى الحذر على الطرق، نظرا لأن معظم الطرق السريعة عادة ما تشهد رياحا شديدة محملة بالأتربة منها طرق الإسماعيلية والسويس وبورسعيد ودمنهور الزراعى وطريق الإسكندرية الزارعى والصحراوى والطرق الساحلية، وأكد ضرورة اتباع تعليمات المرور واتخاذ الحيطة والحذر أثناء القيادة، خاصة على الطرق السريعة والمناطق المكشوفة وإغلاق نوافذ السيارات أثناء القيادة لعدم دخول الهواء للسيارات، مما يؤدى إلى احتمالات انقلابها، وناشد قائدى السيارات عدم السير بسرعات عالية والقيادة بهدوء أثناء نشاط الرياح خاصة بالطرق الصحراوية المؤدية من وإلى الإسكندرية ومطروح، واستعمال مساحات السيارة باستمرار والإضاءة والأنوار العالية والتأكد من صلاحية الإطارات وضغط الهواء فيها قبل الخروج بالسيارة لعدم وقوع أى حوادث مروريةتهديد للحياة فيما نصح الدكتور محمد صدقى رئيس قسم الصدر والأستاذ بطب جامعة الأزهر المواطنين وبصفة خاصة مرضى الجهاز التنفسى بارتداء القناع الطبى على الفم لتجنب الأتربة وارتداء الملابس الثقيلة، خاصة أن التقلبات الجوية الشتوية دائما مصاحبة لانتكاسات مرضى الحساسية الصدرية المزمنة.. وبالتالى زيادة الأعراض من كحة وضيق تنفس والتهاب الجيوب الأنفية وقد يؤدى إلى سدة رئوية آو فشل تنفس لمن يعانون من مرض مزمن والتهابات فى الرئة ، ونبه رئيس قسم الصدر بطب الأزهر المرضى الذى يعانون من نقص فى الجهاز المناعى وأمراض الجهاز التنفسى والكبد والكلى والسكر والأورام ومن يتعاطون العلاج الكيماوي والمدخنين الى الحذر من الأتربة والبرد الشديد وضرورة التطعيم بلقاح الأنفلونزا كل عام ولقاح الالتهاب الرئوى كل أربع سنوات خاصة الأكثر عرضه للتأثر من الأنفلونزا الحادة ومضاعفاتها، وأضاف صدقى أن مجرد الخروج فى يوم بارد ومحمل بالأتربة قد يكون فيه تهديد للحياة لكثير ممن يعانون من الربو، و فى المرحلة الراهنة بالنسبة لمرضى حساسية الصدر والجهاز التنفسى والسدة الرئوية لابد من الالتزام بالعلاج الوقائى وموسعات الشعب الهوائية والبخاخات وتقليل التعرض للأتربة والرياح المحملة بالرمال وعدم النزول للشارع إلا للضرورة القصوي خاصة فى الساعات المتأخرة من الليل والبعد عن الشارع لمن يعانون أمراضا صدرية مزمنة، وتوخى الحذر من جانب الأطفال وعدم تعرضهم للطقس المتقلب والالتزام بالمنزل . من جانبه كشف احمد نصار نقيب الصيادين أن سوء الأحوال الجوية وارتفاع الموج فى البحر المتوسط بنسب تتراوح من 4 إلى 5 أمتار منذ أسبوع تقريبا ووصول سرعة الرياح إلى 50 عقدة منع الصيادين ومراكب الصيد من النزول للبحر وبالبحث عن أرزاقهم فى ظل الطقس السيئ الذى شهدته مصر الأسبوع الماضى والذى تسبب فى إغلاق بوغاز دمياط والبحر الأحمر وكثير من الموانئ الأخرى. نوة الحسوم وأضاف نقيب الصيادين بمحافظة كفر الشيخ أن موسم الشتاء به عدد من النوات التى تمنع الصيادين من النزول للصيد كنوة الفيضة الكبرى وخلال شهر فبراير المقبل سيكون هناك نوة الغطاس الكبرى والصغرى ونوة الحسوم التى تستمر لمدة 3 أيام وأقصى مدة لها 7 أيام وكل هذه النوات تمنع الصيادين من ركوب البحر حتى تستقر حالة المناخ.
