هل ينجح الدبلوماسي العربي المخضرم الأخضر الابراهيمي في مهمته الصعبة في سوريا, وسط صراع الإرادات الدولية والإقليمية, وتضارب رؤاها حول سبل حل الازمة ؟! وهل يتمكن من إنجاز توافق سوري يجمع الحكم والمعارضة علي عناصر تسوية سلمية تنقذ ما تبقي من الدولة السورية وتحفظ دماء السوريين, أم أن الانقسام الدولي والإقليمي العميق يمكن أن يفشل مهمته كما فشلت مهمة, سلفه كوفي عنان, بحيث لا يصبح هناك من خيار آخر سوي أن يستمر الصراع المسلح بين المعارضة والحكم يستنزف الطرفين الي أن يتمكن أحدهما من القضاء علي الآخر! وقد لا يختلف أحد علي القدرات العالية التي يتمتع بها الأخضر الابراهيمي وحنكته التي مكنته من نزع فتيل الحرب في اماكن عديدة, أبرزها الحرب اللبنانية الأهلية عندما توصل عام1991 إلي اتفاق الطائف, كما مكنته من تحقيق نجاحات دبلوماسية عديدة في أفغانستان والعراق, لكن الوضع في سوريا يبدو جد مختلفا, لأن الغرب والأمريكيين تساندهما بعض الدول الاقليمية لا يرون فائدة ترجي من أية تسوية لا يدخل ضمن أول عناصرها إسقاط نظام بشار, لأن سقوط الاسد يعني إضعاف إيران, ويعني ضمور قوة حزب الله في لبنان, ولعله يهيئ المسرح الإقليمي لإمكان نجاح الحل العسكري لأزمة الملف النووي الايراني, إن أصبح ذلك الحل المتاح. يعارض ذلك روسيا والصين اللتان يعزز موقفهما تحالف قوي يربط سوريا وإيران برباط حديدي من فولاذا, كما تقول طهران, يكاد يجعل أمن البلدين كلا واحدا, وما يزيد من صعوبة الحسم أن الجيش السوري لا يزال في أغلبه متماسكا برغم الانشقاقات التي طالت بعض وحداته, كما أن البديل لحكم بشار لا يضمن استقرار سوريا خلال المرحلة الانتقالية التي يؤكد الجميع صعوبتها.., وربما يأمل الاخضر الابراهيمي في أن تكون الحرب المستعرة داخل سوريا قد ارهقت كلا من الحكم والمعارضة إلي حد يدفعهما الي قبول حل وسط يبقي علي الرئيس بشار الي موعد الانتخابات الرئاسية القادمة المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد