كانت أول زيارة للرئيس الراحل السادات لجريدة الأهرام عندما كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية حيث أنه كان الشخص الوحيد الذى رافق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى زيارته غير الرسمية ودون أى إجراءات أمنية يوم الخميس الموافق 13فبراير عام 1969 واستقبلهما الأستاذ محمد حسنين هيكل رئيس التحرير وأعضاء مجلس الإدارة أمام مبنى الأهرام الرئيسي؛ثم أخذهما إلى مكتبه وجلس عبد الناصر على مكتب رئيس التحرير وقال «هذا هو العمل الذى كنت أرغب فيه».. وقد استمرت الزيارة 5 ساعات إلى أن غادرا مبنى الأهرام عند الحادية عشرة مساء ومعهما الطبعة الأولى من الأهرام وصورة الزيارة فى الصفحة الأولى. ....................................................... وكانت الزيارة الثانية له وهو رئيساً للجمهورية يوم الأحد 13 يونيو 1976خلال افتتاحه الاحتفال العيد المئوى للأهرام وكان فى استقبال الرئيس عند مدخل الأهرام « يوسف السباعى « رئيس مجلس إدارة الأهرام و»على حمدى الجمال» رئيس التحرير وأعضاء مجلس إدارة الأهرام؛ توفيق الحكيم عبد الله عبد البارى وسيد ياسين ومحمد أمين؛ وقد بدأ السادات زيارته داخل الأهرام بقص الشريط الأخضر مفتتحاً المعرض الذى حمل عنوان «مصر فى مائة عام من خلال الأهرام «؛ وامضى السادات و السيدة قرينته جيهان السادات ساعة كاملة فى مشاهدة صفحات هذا المعرض تولى شرحها الراحل الأستاذ على حمدى الجمال وقد رافق السادات فى تلك الزيارة نائبه محمد حسنى مبارك وقرينته سوزان مبارك ورئيس الوزراء ممدوح سالم والدكتور جمال العطيفى وزير الإعلام والثقافة والدكتورة عائشة راتب وزيرة الشئون الإجتماعية والتأمينات وحسن كامل رئيس ديوان رئيس الجمهورية والدكتور محمود عبد الحافظ محافظ القاهرة! وكانت «الساعة الميقاتية» القديمة الخاصة بتسجيل مواعيد حضور وإنصراف العاملين هى أول ما شاهده السادات فى المعرض؛ لانها كانت أول ساعة من هذا النوع تدخل مصر ويرجع تاريخ صنعها إلى عام 1876 وقد استوردها الأهرام فى نفس السنة مع أربع ساعات أخرى من نفس الطراز! ثم انتقل بعد ذلك إلى مشاهدة مكتب خاص بالراحل بشارة تقلا أحد مؤسسى الأهرام وهو مكتب من الطراز الإسلامى ومسجل عليه تاريخ 1299 هجرية.. ثم صعد الجميع إلى الدور العلوى حيث قسم المعرض إلى ثلاث فترات زمنية محددة تبدأ كل منها وتنتهى بأحداث كبرى فى تاريخ مصر وكانت كالآتي: الأولى من 1876 إلى 1918 والثانية من 1919 إلى 1951 والثالثة من 1952 إلى 1976. وعند واجهة العرض الخاصة بالحرب العالمية الأولى وبها الصفحة الأولى للأهرام التى نشر فيها خريطة قناة السويس؛ وجه السادات حديثه لمبارك يذكره بهذه الفترة من تاريخ مصر ودور قناة السويس. وعند معروضات قناة السويس والتى عرض فيها الأدوات الشخصية لفرديناند ديلسبس قال السادات أنه شاهد تلك المعروضات من قبل فرد على حمدى الجمال أنها استعيرت من متحف هيئة قناة السويس وأن الأهرام أستأذنت الهيئة فى عرضها. وعند واجهة العرض الخاصة بالصحة والتى شملت أول تعداد شامل أجرى فى مصر علق السادات قائلاً « أن هذا التعداد عام 1882 كان 68 مليون بينما الآن 38 مليون «. وأمام صورة قديمة لكوبرى قَصر النيل قال السادات « انا حضرته زى كده عام 1930 وكانت لما عربية حنطور تعدى عليه الكوبرى يتهز «. علق السادات أيضاً عندما علم بأن السيدة « نوال المحلاوى « ساهمت بجهد كبير فى إعداد المعرض وقال « أن الواضح أن عمل المرأة يكون دائماً أفضل من الرجل « وشكرته السيدة جيهان السادات على هذه اللفتة. توقف السادات طويلاً أمام الصفحة المذكور فيها حادث إغتيال « أمين عثمان» وأشار إلى أنه كانت هناك مكافأة خمسة آلاف جنيه للقبض على القاتل. ووقف أمام واجهة خصصت لأول رئيس وزراء فى مصر « نوبار باشا» وكان من بين المعروضات ميدالية تمنح لرئيس الوزراء لاستخدامها لركوب القطارات مجاناً وقال السيد ممدوح سالم أن هذه الميدالية مازالت تمنح حتى الآن لوزير النقل. وأمام صورة ليوسف السباعى ضمن نماذج أعمال كبار الأدباء والفنانين فى الأهرام قال السادات: الصورة دى قبل ما يعجز. وعلق السادات على صورة تجمعه بالصحفيين فى غرفة العمليات بعد العبور وقال للجمال: «هذه الصورة ليست عندى أرجو ان ترسل لى نسخة منها». وبعد أن انتهى السادات من جولته بالمعرض صعد وبرفقته السيدة جيهان السادات والوفد المرافق له إلى الدور الثانى عشر من مبنى الأهرام « البانوراما « وهناك كان فى استقباله أعضاء مجلس تحرير الأهرام وكتابه ومحرروه وممثلون عن العمال والإداريين؛ ثم طاف السادات ببصره نحو المقاعد الأولى حيث مجموعة كتّاب الأهرام ثم أومأ الرئيس إلى رئيس الديوان «حسن كامل» وهمس فى أذنه اتجه الأخير بعدها إلى الأستاذ « توفيق الحكيم» ليصحبه إلى مجموعة المقاعد المحيطة بالرئيس السادات وصفق الحاضرون لتلك اللفتة!! قبل أن يختتم الرئيس السادات لقائه التاريخى بأسرة تحرير الأهرام أستأذن الأستاذ على حمدى الجمال أن يطرح على الرئيس مجموعة من الأسئلة أعدتها أسرة تحرير الأهرام وبالفعل وجه عشرة أسئلة تناولت الشأن اللبنانى ومستقبل القضية الفلسطينية بمؤتمر جنيف والموقف السورى والحدود مع إسرائيل وكذلك العلاقات المصرية السوفيتية وزيارته إلى إيران والعلاقات العربية ودور البترول فى حرب أكتوبر ومهام الفترة الرئاسية الثانية وما هو الدور الذى يجب أن تقوم به الصحافة المصرية؟ وفى نهاية الحوار وجه السادات تحية إلى « توفيق الحكيم» قائلاً: «وعندما كنت وحيداً فى زنزانة السجن لمدة 21 شهراً كنت أقرأ لتوفيق.